إن الحوار ضرورة شرعية واستراتيجية إنسانية وأخلاقية وحتمية لمد جسور التواصل بين بني الإنسان، وصولا إلى تفاهم، فقبول للآخر، فالتعايش معه على أساس الوئام والسلام، والاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة، والتعاون البناء. والإسلام دين السلام والرحمة والمحبة يرفض رفضا باتا أي شيء يفضي إلى النزاع والصراع، فضلا عن إراقة أية قطرة دم، أو إزهاق أي نفس. قال عز من قائل: أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (المائدة:34) وفي الوقت نفسه يدعو ويحض على نهج أسلوب الحوار لحل الخلافات وفض النزاعات. قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل:125).
ولإنجاح الحوار، لابد من أن نراعي مجموعة من الضوابط و الأخلاقيات، نذكر منها:
- الإيمان بالحوار و الاقتناع بضرورته.
- تحديد موضوع و مكان و زمان الحوار.
- تحديد أطراف الحوار.
- توجيه الدعوة إلى الأطراف المتحاورة.
- ضرورة وجود راع للحوار يعمل على تقريب وجهات النظر.
- التحضير الجيد للحوار.
- تحديد الأهداف من إجراء الحوار.
- الدخول للحوار بنية حسنة و إخلاص.
-الاعتراف و الإقرار للآخر يحقه في الاختلاف السائغ والمشروع.
- الإيمان بالتكافؤ والندية والمساواة بين الأطراف اتجاه بعضها.
- الاحترام المتبادل والابتعاد عن كل ما يسيء إلى المتحاور.
- التخلص من الأفكار المسبقة و الجاهزة.
- البدء بالأهم قبل المهم، وبالأصل قبل الفرع، مع استثمار القواسم المشتركة.
- حسن الإصغاء إلى الآخر.
- الرد الأحسن باختيار الكلمة الطيبة.
- تعزيز وجهة النظر بالحجج الدامغة والأدلة القاطعة.
- التحلي بالصبر وسعة الصبر.
- التجرد للحق و الرجوع إلى الصواب عند حصحصة الحق دون استنكاف.
- التزام كل الأطراف بنتائج الحوار.
- متابعة مدى تحقيق بنود الحوار.
- محاسبة غير الملتزمين ببنود الحوار.
ومن الثمرات الجنية والدنية التي تجنيها البشرية قاطبة من الحوار :
- التواصل والتعارف.
- تقريب وجهات النظر المختلفة.
- فض وحل المشاكل بطريقة شرعية وحكيمة.
- تجنيب البشرية ويلات الحروب والصراعات.
- الدخول في توافق عام.
- الكشف عن وجه الحقيقة وإبعاد الشبهة بإحقاق الحق وإبطال الباطل.
- تكثيف أوجه التعاون.
وإذا تم الإلتزام بالحوار الجاد، فإننا ستجسد على أرض الواقع الأخوة الإنسانية بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بيننا، وعندها نكون قد امتثلنا قول الرسول : «وكونوا عباد الله إخوانا»(أخرجه مسلم).
د. محمد ديان