مجرد رأي – موقعة المايك …


… هكذا يسمونها في الهاشتاك المنتشر على صفحات الفايس والمواقع الاجتماعية على اثر حادثة رمي وزير خارجية مصر «سامي شكري» لمايكرفون قناة «الجزيرة» قبل بدء المؤتمر الصحافي حول نتائج المفاوضات التي أجرتها مؤخرا حكومته مع اثيوبيا بخصوص سد النهضة… ولقد وجد بعض «الأشرار» ضالتهم في هذه الحادثة البطولية، فأطلقوا العنان لألسنتهم وأقلامهم الآسنة للتهكم والاستهزاء بما فعله هذا الوزير البطل ونظامه الذي يصفونه بالانقلابي كما تزين لهم أفكارهم المريضة… (إن يقولون إلا كذبا).
… فليعلم هؤلاء المرجفون أن هذا الوزير الشهم استطاع أن يحقق لبلاده نصرا مؤزرا مبينا لم يتحقق لها منذ الملك رمسيس الثاني وسوف يتحدث عنه التاريخ للقرون القادمة وسيكتب بمداد من ذهب حتى يكون نبراسا يستضاء به جيلا بعد جيل ليس في مصر وحدها وإنما في جميع أصقاع العالمين وإلا لما كانت مصر أم الدنيا وأبوها أيضا… لقد استطاع هذا الغضنفر أن يطيح بمايكروفون «الجزيرة» أمام ملايين المشاهدين عبر العالم وسقط المايكروفون وتحطمت كبرياء القناة التي صدعتنا طيلة السنوات الأخيرة بتقاريرها المناصرة ل«لأشرار» ومدعي الشرعية في بلدان الربيع العربي كما يزعمون…
وفي نفس الوقت وبنفس العزم والإرادة القوية مرغ الوزير أنف أثيوبيا وأرغمها على وقف بناء سد النهضة فورا و بدون شروط… فلا عطش يا أهل مصر بعد الآن، فارتوي يا أرض الكنانة، و اشربوا يا بهائم وانعمي يا أم الدنيا بهبة النيل التي كانت قاب قوسين او أدنى من النضوب لو تم إنشاء السد المزعوم لا قدر الله تعالى… فهيهات هيهات أن يحدث ذلك وفي مصر رجال… لقد ظنوا (وبعض الظن إثم) أنهم قادرون على ليِّ أذرع قادة شجعان جاؤوا على صحوة دبابات مطهمة لا يخشون أحدا كائنا من كان… فها هو الوزير البطل يلقي بالمايك على الأرض فيمرغ أنفين بمايك واحد: أنف الجزيرة ومن يواليها وأنف أثيوبيا ومن يحابيها… هكذا يكون الوزراء… فلا نامت أعين رماة المايكروفونات..
… مدير قناة «الجزيرة» علق على الحدث بطريقة ساخرة تتناسب وسخافة الحدث نفسه عندما قال: «موضوع لا يرد عليه إلا في إطار السخرية» فوجدت في كلامه هذا ما يشفع لي في طريقتي الساخرة لتناول الموضوع الذي شغل الناس كثيرا وأسال مدادا أكثر طيلة هذا الأسبوع… فالوزير الغضنفر وهو يلقي بالمايك على الأرض إنما عبر بصورة تلقائية عن كم هائل من المكبوتات بعد فشله في مفاوضات سد النهضة وقد خرج منها بخفي السيسي…
… الدكتور أحمد المفتي، العضو المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة قال -في حوار مع جريدة «المصري اليوم» الموالية للانقلاب– بأن اتفاق المبادئ الذي حصل بين مصر وأثيوبيا «لا يمنح مصر قطرة ماء واحدة»، كيف لا وقائد الانقلاب قد وقع على الاتفاق مع اثيوبيا على بياض في أبريل الماضي مفرطا بذلك في شريان الحياة للشعب المصري المنكوب أصلا، كل ذلك مقابل اعتراف بنظام انقلابي هجين قام ضد رئيس شرعي أفرزته صناديق الاقتراع فقتل وأحرق ونكل بخيرة شباب مصر ورجالاتها وبناتها ومن لم تدسه الدبابات فهو إما خلف الشمس في سجون الظلم والاذلال والإهمال والقتل الممنهج البطيء، وإما مهاجرا خائفا يترقب… ولا كاشف لها من دون الله إلا هو..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ذ: عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>