اختتم المؤتمر العالمي الثاني لتدبر القرآن الكريم بالدار البيضاء أشغاله عصر يوم 29/10/2015 بحفل تسليم الجوائز على الفائزين بخدمة تدبر كتاب الله وإصدار توصيات للمعنيين بمتابعة العمل في هذا المجال بغية تنميته وتحسين نتائجه وآثاره في حياة المسلمين.
وخصص المنظمون عددا من الجوائز للعاملين في مجال التدبر ممن قدموا بحوثا ودراسات متميزة أو برامج عملية أو إعلامية هادفة، كما تم تكريم عدد آخر من المساهمين في هذا المجال.
وتشتمل جوائز المؤتمر التي قدرت قيمة مجموعها بستين ألف دولار (60 ألف دولار) على أربعة فروع هي: جائزة خدمة التدبر، وجائزة البحث العلمي، وجائزة المناهج التعليمية، وجائزة الأفكار الإعلامية في موضوع التدبر. وتم حجب الجائزة التي كانت مخصصة لفرع المقاطع المرئية لعدم استيفائها للشروط المطلوبة.
وفي هذا الصدد قال الشيخ ناصر بن سليمان العمر رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم إن هذه الجوائز والتكريمات ليست إلا تعبيرا عن شعورنا بالجهود المبذولة في سبيل القرآن الكريم، وهي في الوقت نفسه تشجيع لكل من يعمل في هذا الميدان راجين أن تكون عاجل بشرى هؤلاء المؤمنين بالفوز في الآخرة إن شاء الله تعالى.
وأضاف الشيخ العمر في تصريح صحفي، هذه الجوائز تم توزيعها على مستحقيها وفقا لما حددته «لجنة تحكيم تم اختيار أعضائها من خارج الهيئة المنظمة، من العلماء الذين نثق في علمهم واستقلالهم». وأضاف الشيخ العمر أن بعض الفروع التي كانت مدرجة في التباري تم حجب الجائزة عنها مما يعني إنصاف الجائزة واستقلاليتها.
وفي ما يلي قائمة الجوائز ومستحقيها كما أعلنت في نهاية الجلسة الختامية للمؤتمر:
جائزة خدمة التدبر
- الجائزة الأولى للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله تعالى/ المغرب تسلمها ابنه الشيخ أيوب الأنصاري.
- الجائزة الثانية للشيخ محمد زحل/المغرب.
جائزة البحث العلمي
- الجائزة الأولى للدكتور عبداللطيف التويجري/ السعودية عن بحثه «تدبر القرآن الكريم.
- الجائزة الثانية للدكتور أحمد عامر الدليمي/ العراق عن بحثه « أمثلية التدبر القرآني».
- الجائزة الثالثة للدكتورة غنية النحلاوي/ سوريا وقد تعذر حضورها إلى المؤتمر.
جائزة المناهج التعليمية
- الجائزة الأولى للدكتور شريف طه يونس/ مصر.
- الجائزة الثانية للدكتور حسن أبو سعدة / مصر عن عمله دورة في مبادئ التدبر.
- الجائزة الثالثة منحت مشاركة بين السيد محمد الفيلالي والسيد أحمد العمراني / المغرب عن عملهما المشترك «معالم منهج تعليمي للتدبر».
جائزة الأفكار الإعلامية
- الجائزة الأولى للسيدة سمية رمضان تنيو / الجزائر عن فكرة معرض تدبر القرآن الكريم.
- الجائزة الثانية للسيد محمد جابر داوود / مصر عن فكرة إنتاج عمل مرئي لتدبر سورة الفاتحة.
وخلال هذه الجلسة تم أيضا تكريم عدد من العلماء والباحثين في مجال التدبر كان منهم مولاي أحمد بنعمر والشيخ جلال عويطا والسيد صالح حيربي مدير شركة فضاء السياحة المتعهد الرسمي للمؤتمر.
توصيات المؤتمر:
في ختام المؤتمر شكر المنظمون والمشاركون كل الجهات التي سهرت على تنظيم هذا المؤتمر خاصة المملكة المغربية لاستضافتها هذا المؤتمر من خلال جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وتسهيل إجراءات تنظيمه وأيضا إلى حكومة المملكة العربية السعودية على عنايتها بكتاب الله تعالى، وعلى دعمها للجهود المبذولة في خدمته، وخاصة ما يتعلق بتدبّر القرآن والعمل به، كما تم تقديم الشكر لحكومة دولة قطر لاحتضانها وتشجيعها للهيئة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺘﺪﺑﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ.
وخلص المشاركون في المؤتمر إلى عشر توصيات، هي:
• تحديد الهيئة العالمية لتدبر القرآن لتعريف واضح و شامل لمصطلح التَّدبُّر.
• الاستفادة من مناهج السلف وكبار المفسرين في تدبر القرآن الكريم، ونشرها بين الناس.
• التحذير من الطُّرق المنحرفة في تدبر القرآن الكريم، التي لا تلتزم بشروطه وضوابطه.
• التركيز في المرحلة القادمة على حل الإشكالات وتصحيح المفاهيم الخاطئة للتدبر.
• ابتكار أساليب عمليّة معاصرة لتربية المسلمين على تدبر القرآن الكريم.
• دعم التجارب الناجحة في تدبر القرآن الكريم وإشاعتها بين الناس.
• توظيف تدبر القرآن الكريم في تبني منهج الوسطية «أمة وسطا» وحماية الشباب من الانحراف الفكري والسلوكي، وتقوية إيمانهم وتهذيب نفوسهم وبخاصة حمايتهم من الغلو والجفاء.
• عقد المزيد من المؤتمرات والملتقيات العلمية لنشر تدبر القرآن بين المسلمين.
• تفعيل الإعلام الجديد في نشر تدبر القرآن وإبلاغ رسالة القرآن بلغة تناسب عامة المسلمين الناطقين بالعربية وغيرهم.
• ضرورة التنسيق بين المؤسسات والهيئات القرآنية في جميع البلاد الإسلامية، لتحقيق الشمول والتكامل فيما بينها.
وشدد المشاركون في المؤتمر، الذي يأتي أيضا في سياق العمل لتجسيد الأهداف التي رسمتها اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺘﺪﺑﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭتطبيق توﺻﻴﺎﺕ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ العالمي اﻷﻭﻝ الذي نظم في الدوحة عام 2012م، على ضرورة الارتقاء بمستوى الأبحاث والأعمال في مجال التدبر إلى مستوى يعود على المسلمين بالخير والبركات القرآنية.
وتخلل المؤتمر الذي امتد على مدى يومين كاملين تنظيم عدة ورشات عمل وحلقات نقاش ودورات تدريبية ومحاضرات في الفترة المسائية حول محاور المؤتمر وموضوعاته المتنوعة عن التدبر، بالإضافة إلى معرض خاص بالإنتاج الفكري والتدريبي حول التدبر شارك فيه عدد من المؤسسات المهتمة بالدراسات والأبحاث القرآنية.
يذكر أن المؤتمر حضره أزيد من خمس مائة شخص من جنسيات مختلفة وتم خلاله تقديم واحد وعشرين بحثاً توزعت على خمس جلسات علمية قدمها وناقشها باحثون متخصصون ومهتمون بموضوع تدبر القرآن الكريم من مختلف البلدان العربية والإسلامية.
ويأتي المؤتمرَ العالمي الثاني لتدبر القرآن الكريم في مدينة الدار البيضاء المغربية في سياق أحوج ما تكون الأمة فيه إلى تدبر القرآن الكريم وفهم صحيح لمضامينه الشريفة وتجسيد معايير الإسلام الحنيف في حياة المسلمين وتجنب عوامل الفرقة والهوان والاهتداء إلى سبيل التقدم والسلام.