بنبض القلب – سقوط آخر أوراق التوت


أشرفت فصول المسرحية الهزلية على الانتهاء، لأن المخرج منذ البدء كان رديئا في طرحه وأدائه، وأن الممثلين كانوا عبارة عن دمى متحركة لا أثر فيها للموهبة والإبداع… لقد كشفت الانتخابات المصرية عن فشل ذريع للنظام العسكري الانقلابي، فرغم القبضة الحديدية والإعلام المأجور، والترهيب والترغيب، فضل معظم الشعب المصري عدم الذهاب لصناديق الاقتراع، ورغم محاولة سلطة الانقلاب إخفاء حقيقة الأمر، فلم تستطع أبواقها أن تعلن عن حقيقة المصوتين الذين قالت أن نسبتهم بلغت 10% في اليوم الأول من المرحلة الأولى، بينما أعلنت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أنها لم تتجاوز 4%، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعوب لم تعد تأبه للطغاة، وأن الذين يريدون أن يحكموا الشعوب بمنطق القوة والتسلط لم يعد لهم مكان في عالم اليوم، لقد حاول عبد الناصر قبل ذلك أن يجعل من الشعب المصري عبيدا يسبحون باسمه وباسم الثورة، التي جعلها مطية للتعبير عن جبروته واستبداده، فجند كل وسائله لتلميع صورة النظام المستبد الذي كان على رأسه، وحتى بعد هزيمته النكراء في حرب حزيران سنة 1967م، ظلت أبواق الدعاية وصحافة الذيل تنعق في الخراب، حيث قام زعيم الناعقين آنذاك محمد حسنين هيكل بالترويج في كتاباته لمقولة «النصر رغم الهزيمة» وفي ذلك يقول أن الكيان الصهيوني لم يبلغ هدفه من هذه الحرب، والذي كان يروم منها لإطاحة بالسلطة الثورية في مصر، لكن الثورة مازالت قائمة والزعيم مازال صامدا، فما كان من الشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم إلا أن يرد على هذا الإفك بقصيدته الشهيرة التي يقول فيها :
بصراحة يا أستاذ ميكي
أنت رجعي وتشكيكي
بصراحة لو عايز يعرف
دَا كلام بوليتيكي(1)
واليوم يحاول السيسي أن يقنعنا أن ما قام به هو تصحيح للثورة، وأن العالم يقف إلى جانبه في محاربته للإرهاب وتثبيت الأمن في مصر والعالم العربي، لذلك فهو لا يترك فرصة إلا واستغلها لتلميع صورته، وقد رأيناه وهو يجلس مبتسما أمام الكاميرات إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بمنسابة انطلاق العمل بالمشروع الجديد لقناة السويس، وكأنه يقول للمغرضين والمعارضين ها أنا أجلس إلى جانب رئيس إحدى كبريات الدول، أليس هذا اعترافا بشرعيتي؟؟ أقول لك يا سيسي وأقول لكتلتك البرلمانية الجديدة «في حب مصر» وعلى لسان كل المصريين «حقيقة اللّي اختشوا ماتوا» وأكررها بلسان كل المغاربة الأحرار «الله يلعن لِما يحشم».

ذ: أحمد الأشهب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نقلا عن كتاب «الخديعة الناصرية» للصحفية المصرية «صافيناز كاظم».

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>