إلى أن نلتقي بين «سكول» و «سكويلا»


كل شيء أجنبي له جاذبيته، خاصة إن كان آتيا من جهة الغرب، فالعديد منا مولعون باستهلاك ما يَرِدُ من هناك، حتى ولو كان أحذية عفّى عليها الزمن، أو عجلات أكل عليها الدهر وشرب،إلى أن غدت بلادنا وكأنها مطرح نفايات لكثير مما يأتي من هنا أو هناك، مما يشكل -في معظم من الأحيان- خطرا على الصحة الجسدية والفكرية لكثير من المواطنين.
كل ما هو آت من وراء الحدود له جاذبيته، سواء أتعلق بالملبوسات والمأكولات والمشروبات، أم بالأفكار والمعتقدات، أم باللغة وطرائق التعبير والمخاطبات،، فالكل جذاب، أو هكذا يريد له أصحابه، وتزداد جاذبيته إن كان اسمه مُغْرِقا في الفهم طنّانا في السمع.
من هذا القبيل ما نشاهده من أسماء المدارس الخاصة، والمحلات التجارية، والمقاهي ونحو ذلك، التي أصبحت تحمل أسماء طنانة غريبة لعُجْمتها، حتى ولو كانت هذه المنشآت في زوايا أحياء بعيدة، وأزِقّة غير مطروقة، أو في أماكن لا يعرف فيها المرتادون الحرف اللاتيني أصلا.
نعم جل الأسماء أصبحت غريبة عن تراث الوطن، ديناً وقِيَماً، لغة وحضارةً. فأصبح بذلك الحرف العربي غريبا في الأزقة والدروب، بعد أن بات كذلك في المؤسسات والإدارات، وكأننا في أرض لم تعرف حضارةً إسلامية متميزة، في أرضٍ لم تكن فيها «القرويين»، أول جامعة في العالم وأقدمها على الإطلاق، «القرويين»: التي كان لها الفضل الكبير في الإشعاع العلمي والحضاري للوافدين من كل الآفاق حتى من ديار الغرب..
غابت القرويين، -أو كادت- اسماً ومسمى، وقبلها غابت مدارس كبرى كانت مشعة بِنورها في سماء مدن المغرب، منذ الفتح الإسلامي، إلى أن انتشرت بشكل لافت للنظر في عصر المرابطين -وهم الدولة الأمازيغية- واستمرت مزدهرة على مدار التاريخ، إلى أن خفَتَ نورها مع قدوم المستعمر، لتُباد مع حركة التغريب الحالية، فلا تكاد تعرف لا اسما ولا رسما،، ولولا جهود المخلصين من أبناء هذا الشعب الأبي لاندثرت بالكامل.
ذهبت تلك الأسماء، وذهبت أسماء العلماء والفقهاء والرجالات الكبار الذين صنعوا التاريخ وأسسوا أبجدية العلوم وأقاموا أعمدتها وبنوا الحضارة الإسلامية الإنسانية في مغرب العالم الإسلامي ومشرقه،، ذهبت تلك الأسماء وحلت محلها أسماء غريبة لمدارس تنبت هنا أو هناك كما ينبت الفطر، أسماء ربما لا يعرف أصحابها دلالتها.. يتكرر في العديد منها لفظ «سكول» بشك%