مع سيرة رسول الله – نحـو تحديد منهجي لعلم السيرة النبوية الكاملة (*)


4 . استمداد علم السيرة النبوية الكاملة(2)

تحدث الدكتور يسري في الحلقة السابقة عن استمداد علم السيرة النبوية، وذكر من جملة ذلك أصلين هما القرآن الكريم وعلومه، ويواصل في هذه الحلقة تأصيله لاستمداد هذا العلم من علوم أخرى هي علم الحديث وعلم التاريخ العالمي وعلم التاريخ الإسلامي العام وتاريخ المدن، وعلوم الطبقات وتراجم الصحابة، وعلم الجغرافيا وكتب معاجم البلدان:

ثالثًا: الحديث النبوي الشريف وشروحه وعلومه، وكيف ذلك؟

تقدم أن العلاقة وثيقة بين السيرة والحديث، وأنه في مصطلح المحدِّثين قد تُعتبر السيرةُ جزءًا لا يتجزأ من الحديث النبويِّ(1).
فإذا اختِيرَ- لسببٍ أو لآخَرَ- المغايرةُ أو العمومُ والخصوصُ والوجهيَّانِ بين الحديث والسنة من جهة، وبين السيرة النبوية من جهة أخرى؛ فإن علم الحديث والسنة- ولا بد- مِن أهمِّ وأولى موارد السيرة ومصادرها «ورحم اللهُ البخاريَّ الذي يُسمِّي كتابه: “الجامعَ المسندَ الصحيحَ المختصرَ من أمور رسول الله وسننه وأيامه”، ففيه أمورُ رسولِ الله من قوله، وفعله، وتقرير أفعال أصحابه بالسكوت، وفيه كذلك: ذِكرُ أيامه، وما حدث في عمره الشـريف، لا- فقط- من أحوال المسلمين أو العرب، بل- أيضًا- معلومات من البلاد المجاورة، مثل: الحبشة والروم وفارس وغيرها»(2).
وهذا يدل على أن السيرة تشمل الحديثَ والتاريخَ في مادَّتها، فهي عند بعض المحققين من فروع التاريخ، وعند بعضهم من فروع علم الحديث، وإن ذهب آخَرون إلى أن الحديث والسيرة مترادفان من حيث العموم والشمول، وإن اختلفا في منهج التأليف والتدوين، وطريقة التصنيف والتبويب(3).
وبالنظر إلى مادة بعض كتب الحديث يتحقق الباحث من غَناءِ مادَّةِ السيرة في علم الحديث ومتونه، وصِحاحه، وجوامعه، ومسانديه، وموطَّآته، ومستدرَكاته، ومستخرجاته، وأجزائه، وسننه، ومعاجمه، على حدٍّ سواءٍ!
فكتاب البخاري: الجامع الصحيح- الذي يُستسقَى بقراءته الغمامُ، والذي أجمع على قبوله وصحة ما فيه أهلُ الإسلام- يُورِدُ من الكتب والأبواب ما هو مَعِينٌ لا يَنضُبُ من مادة السيرة، ويكفي لإدراك ذلك أدنى مطالعةٍ لأبوابه وفصوله، وصحيح مسلم بن الحجاج- صنو البخاري- في هذا المضمار مع زياداتٍ ومميزاتٍ في سرد الروايات، مع اقتصار على الصحيح المجرَّدِ من أقوال الصحابة، وفتاوي التابعين، ثم تأتي بعدهما سائر الكتب التسعة المشهورة.
ومادة السيرة الحديثية تعتمد الإسناد، وهذا ما لا يوجد- غالبًا- في مادة السيرة التاريخية، فرحِمَ الله المحدِّثين فقد أدَّوُا الأمانةَ- على وجهها- بنقل الأسانيد محكومًا عليها تارةً، ومتروكةً لمن يميزها تارةً أخرى.
ومادة السيرة الحديثية متنوعةُ المناهجِ مِن حيثُ التصنيف والتأليف، فتارةً تأتي الرواياتُ على أسماء الصحابة والصحابيات، وأخرى توضع بترتيب الفقة في الموضوعات، ولكلِّ طريقة خصائصُ ومميزاتٌ.
وهي- بعد ذلك- مادة معتنية بوصف الهدي النبويِّ ولكن على غير جهة الاستقصاء في ترتيب الأحداث وتصنيفها بحسب تتابع وقوعها، وهو ما تمتاز به كتبُ السيرةِ غالبًا.
وبالجمع بين مصدَرَيِ الوحي- في تدوين السيرة النبوية- تتحقق مصالحُ مرعيةٌ من تحديد الإطار العام، وانضباط سياق الرواية التاريخية، وبالعناية بالهدي والسَّمت النبويِّ- إضافةً إلى منهج الإسلام في إدارة الحياة بأسرها- تجتمع الجوانب الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، إلى الجانب الديني والإيماني في حياة خير البرية، فتجتمع أوصال السيرة النبوية نبراسًا يضيء دياجيرَ الحياة، ويقدِّمُ القدوةَ لأجيال الأمة؛ ما امتدت بهم على الأرضِ الحياةُ.
وكما كان علم الحديث رافدًا أصيلًا في مادة السيرة النبوية ومواردها؛ فإن علم السيرة النبوية- أيضًا- كان أحدَ أهمِّ أدواتِ منهجِ أصولِ الحديثِ ومصطلحِهِ التي يُعَوَّلُ عليها في التمييز بين المقبولِ والمردودِ من الأحاديث والروايات على صعيد السند والمتن.
وقد ساق العلماء- من أسبابِ إعلالِ الحديثِ وتوهينه ما استفادوه من السيرة القرآنية والنبوية القطعية- ما كان له أكبرُ الأثر في نقدِ الأسانيد والمرويَّات معًا(4).
ولا شكَّ أن علمًا كعلم أسباب ورود الحديث يقف جنبًا إلى جنب مع علم أسباب النزول في الآيات القرآنية، في بيان أهمية معرفة الوقائع والأحداث المرتبطة بالوحي- قرآنًا وسنة- بل إن السيرة النبوية خاصة هي المرجع في بيان ومعرفة أسباب ورود الحديث النبوي الشريف(5).
ومثل هذا القول يتأتَّى في علم الناسخ والمنسوخ من الأحاديث والآثار؛ إذ النسخ لا يصار إليه بالاجتهاد، وإنما يصار إليه عند معرفة التاريخ(6).
كما أن السيرة بمروياتها وكتبها المستقلَّة- كمروياتِ عروةَ بنِ الزبير، وابن شهاب الزهري، وموسى بن عقبة، وابن اسحاق، والواقدي، والطبري، وغيرهم- تُعتَبَرُ المعوَّلَ الأهمَّ- بعد القرآن والسنة- في شرح المرويات المتعلقة بالسيرة في كتب الحديث(7).
رابعًا: علم التاريخِ العالميِّ والإسلاميِّ العامِّ وتاريخ المدن:
كُتُبُ التاريخِ العالميِّ للأمم- قبل الإسلام وبعد الإسلام- تناولتْ طرفًا من أحداث السيرة النبوية بشيء من البيان وجمع المعلومات، وغالبًا ما بدأت تلك الكتبُ الجامعةُ ببدء الخليقة، وانتهت بزمن مؤلِّفِها، وهي على هذا النحو كتبٌ تَجمَعُ بين السيرة والتاريخ.
وكتبُ التاريخِ العامِّ التي كتبها مسلمون أَوْلَتْ هذه الفترةَ الزمنية مزيدَ عنايةٍ وبيانٍ.
ومِن أشهر تلك الكتب- عند المسلمين-: «تاريخ الأمم والرسل والملوك» للإمام ابن جرير الطبري (310هـ)، وهو محدِّثٌ فقيهٌ، ومجتهِدٌ مفسِّرٌ، وكتابه جامعٌ لِـمَا صحَّ من الأخبار وما ثبت، وما ليس كذلك؛ لذا فهو بحاجة لتحقيقٍ وتدقيقٍ مِن أهل الاختصاصِ الحديثيِّ(8).
ومِن تلك الكتبِ- أيضًا-: تاريخ خليفة بن خياط (240هـ) وقد بدأه بالكلام على التاريخ الهجري، ثم كتب عن السيرة فصلًا قصيرًا في نحو الخمسين صفحة.
ومنها- كذلك-: التاريخ الكبير للبخاري (256هـ)، والتاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (279هـ)، والبداية والنهاية لابن كثير (774هـ)، وتاريخ الإسلام للذهبي (748هـ)، وغيرها مما يَرْوِي الصحيحَ والحسنَ والضعيفَ بأنواعه(9).
وأما كتب تاريخ المدن فَيُقصد بها تاريخ الحرمين الشريفين (مكة والمدينة) وما ورد فيهما من أخبار وآثار، وقد عُنِيَ المسلمون بتاريخ المدينتين؛ لِـمَا لهما من مكانة شرعية خاصة، فهما الحرمانِ الشريفانِ، ومتنَزَّلُ الوحيِ والقرآنِ، ومكةُ قِبلةُ المسلمين، والمدينةُ مهاجرُ النبيِّ الكريمِ، وفيهما جُلُّ أحداث السيرة المشرفة.
فلا عجبَ أنْ أَلَّفَ المسلمون في تاريخهما قبل الإسلام وبعده، ومن أهم تلك المؤلفات:
- أخبار مكة، للواقديِّ (207هـ).
- أخبار مكة، للأزرقيِّ (250هـ).
- تاريخ المدينة، للحسن بن خلف الواسطيِّ (246هـ).
- أخبار المدينة، لعمر بن شبة (262هـ).
- فضائل مكة المكرمة، وفضائل المدينة المنورة، وكلاهما للمفضل الجندي، محدِّثِ مكةَ (308هـ)، وأغلب تلك المؤلفات مطبوعةٌ ومحقَّقةٌ(10).
- تاريخ مكة وما جاء فيها من الآثار، لابن النجار (643هـ).
وقد نظمت منظومات في تاريخهما وفضلهما معًا.
وهي تمثل بجملتها مددًا مهمًّا للباحثين في السيرة، وتاريخ الحجاز قبل الإسلام وبعده.
خامسًا: علوم الطبقات وتراجم الصحابة ╚:
لعلوم الطبقات والتراجم والأنساب لصحابة النبيِّ [ أثرُهَا في إمداد السيرة بروافد معلومات تُثري مصادرَ السيرة النبوية الكاملة؛ حيثُ إنَّ مناقِبَ الصحابة وشريفَ مآثِرِهم هي بالارتباط بالإسلام ونبيِّهِ ♥.
وكثيرًا ما تأتي كثير من تفاصيل الوقائع النبوية في سياق ما يُروَى عن الصحابي وسيرته، وتاريخ إسلامه، ونصرته لدينه ونبيه، وما وقع له في أثناء حياته من أحداث تؤكِّدُ معلوماتِ السيرة، أو توضِّحُها، أو تُقَيِّدُها، أو تُنَبِّهُ على أمرٍ منها، وهذه الفوائد لا يُستغنَى عنها حينَ يُرادُ للسيرة الكاملة أن تُكتَبَ، وأن تُسبَكَ فيها مواقفُ النبيِّ وأصحابه معه رضوان الله عليهم.
ومن أهم كتب الطبقات والتراجم التي عُنِيتْ بالصحابة ╚:
- الطبقات، لمحمد بن عمر الواقديِّ (207هـ)، وقد أكثر محمد بن سعد النقلَ عنها في كتاب الطبقات الكبرى(11).
- الطبقات، للهيثم بن عَدِيٍّ (207هـ)(12).
- الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد (230هـ(13).
- الطبقات، لعليِّ بنِ المديني (233هـ)(14).
- طبقات إبراهيم بن المنذر (236هـ)(15).
- طبقات خليفةَ بنِ خياط العصفريِّ (240هـ)(16).
- طبقات مسلم بن الحجاج القشيريِّ (261هـ)(17).
- طبقات أبي بكر البرقيِّ (270هـ)(18).
- طبقات أبي حاتم الرازيِّ (277هـ)(19).
- طبقات أبي زرعةَ الدمشقي (282هـ)(20).
ولا يخفى أنَّ عددًا من الكتب قد أُفْرِدَتْ في مناقب الصحابة منفردِينَ ومجتمِعِينَ؛ كالأربعة الخلفاءِ الراشدين، والعشرةِ المبشَّرِينَ، والأنصارِ، والمهاجِرِينَ.
سادسًا: علم الجغرافيا وكتب معاجم البلدان:
المؤلفات في جغرافية السيرة النبوية تأخَّرَتْ بعضَ الشيء عن الفترة التي ندرسها، وحتى مَن صَنَّفَ في ذلك لم يَقصِدِ التعريفَ بمواقع السيرةِ وحدَها، بل خلطها بغيرها، وهذا صنيعُ أبي عبيد البكريِّ (487هـ)، في (معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع)، وياقوت الحموي (626هـ)، في (معجم البلدان)، فقد ورد بهما تعريفٌ لقسطٍ لا بأسَ به من مواضع السيرة(21).
وبما أنَّ متطلباتِ الدراسة العلمية للسيرة النبوية أصبحت تُوجِبُ تدقيقَ وضَبْطَ أسماءِ المواضعِ؛ فإن القيام بهذه الدراسة تَفرض الاعتمادَ على الدراسات الحديثة، والمتخصصة في جغرافية الجزيرة العربية في أفقِ إدماجِ هذه الدراساتِ ضمنَ مصادرِ السيرةِ النبوية المعتمدة.
وقد بذل العديدُ من العلماء- قبلَ عقودٍ قريبةٍ- جهودًا مشكورةً في هذا المجال، مثل: أبي الحسن الندويِّ، وأبي الأعلى المودوديِّ، والدكتور محمد حميد الله، مِن خلال زياراتهم للمواقعِ، وضَبْطِها، ورسمِ أشكالٍ تقريبيَّةٍ للجزيرة العربية، بقبائلها، وتضاريسها، وخرائِطِ المغازِي والسرايا.
ومن الدراسات المهمة في هذا المجال: أبحاثُ الأساتذة: محمد الشايع، وحمد الجاسر، ومحمد بن بليهد، وسعد بن جنيدل، وعبد الله بن خميس، وأخيرًا: شوقي أبو خليل في أطلس السيرةِ النبويةِ(22).

الدكتور يسري
———
* المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية الذي نظم بفاس أيام 28-27-26 محرم 1436 الموافق 22-21-20 نونبر 2014.
———–
1 – السيرة النبوية على ضوء الكتاب والسنة، لمحمد أبي شهبة (ص27).
2 – من مقدمة سيرة ابن إسحق، تحقيق: محمد حميد الله (ص: ط).
3 – مصادر السيرة النبوية، د. عبد الرزاق الهرماس (ص71-75).
4 – يراجع- على سبيل المثال-: ابن الجوزي في الموضوعات الكبرى، ت: عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة (2/251).
5 – يراجع- على سبيل المثال-: أسباب ورود الحديث، للسيوطي، بتحقيق: د. يحيى إسماعيل، ط: دار الوفاء، (ص326-327).
6 – فتح المغيث، للسخاوي، ت: د. عبدالكريم الخضير، د. محمد الفهيد، دار المنهاج، الرياض، ط1 (3/449).
7 – يراجع- على سبيل المثال-: فتح الباري (7/279-519).
8 – مصادر السيرة النبوية وتقويمها، د. فاروق حمادة (ص128-129).
9 – السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، د. مهدي رزق الله (ص37-39).
10 – مناهج المؤلفين في السيرة النبوية، د. سعد المرصفي (ص74- 75)، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، د. مهدي رزق الله (ص35-36) .
11 – الفهرست، لابن النديم (ص151).
12 – نفسه (ص152).
13 – أول مَن نشره هو المستشرق الألماني (ساخاو) وتلامذته، ما بين (1904م-1918م)، وعن هذه الطبعة نقلت طبعة دار صادر في بيروت، وطبعة دار التحرير بالقاهرة، مع حذف تعليقاتِ المستشرقين، وهذه الطبعة ناقصة في أماكنَ كثيرةٍ، وقد قام الدكتور زياد محمد منصور بنشر القسم لمتمِّم لتابعي أهل المدينة ومَن بعدهم، كما قام الدكتور محمد بن صامل السلمي بتحقيق جزء الطبقة الخامسة من طبقات الصحابة، وهي بعنوان: مَن تُوفِّيَ عنهم رسولُ الله وهم أحداثُ أسنانٍ، وأصلها- كذلك- رسالة علمية في جامعة أم القرى، وحقَّق الدكتور عبد العزيز السلومي الطبقة الرابعة من الصحابة الذين أسلموا عند فتح مكة، وما بعد ذلك، وقد قام بعض أصحاب المطابع بجمع هذه النواقص، وإلحاقها بالأصل في طبعات تجارية، لم تنل بعدُ عنايةَ لدارسين والمحققين المختصين.
14 – فهرست ابن خير الإشبيلي (ص225).
15 – بحوث في تاريخ السنة المشرفة (ص74).
16 – تحقيق وتقديم، د. أكرم ضياء العمري، نشر دار طيبة، الرياض، ط1، 1967م.
17 – مقدمة تحقيق الطبقات، لخليفة بن خياط، د. أكرم ضياء العمري (43م).
18 – نفسه (74).
19 – نفسه (74).
20 – بحوث في تاريخ السنة المشرفة (ص75).
21 – ذكر ياقوت في مقدمة معجمه: أن من أسباب تأليفه للكتاب: خلافًا كان بينه وبين أحد معاصريه، حول ضبط اسم (حباشة) بالشكل، وهو موضع سافر إليه النبيُّ قبل بعثته. معجم البلدان (1/10-11)، وفي الفائق، للزمخشري، رواية عن عائشة ▲: «أنَّ أخاها عبدَ الرحمن تُوفِّي بالحبشَى على رأسِ أميالٍ مِن مكةَ»، انظر: الفائق في غريب الحديث (3/25).
22 – راجع للأستاذ الشايع: نظرات في معجم البلدان، وعكاظ.. الأثر المعروف سماعًا والمجهول مكانًا، وبين اليمامة. وللأستاذ حمد الجاسر: المعجم الجغرافي للبلاد العربية، ومدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، وكذا مقالاته في مجلة العرب، وفصلية الدَّارة، وغيرها.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>