خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق، هذا ما حفظناه عن نبينا المصطفى [، غير أنه في هذا الوطن الحبيب أبى البعض إلا أن يحول خير البقاع إلى شرها، فما من مسجد في ربوع مملكتنا إلا وتحول إلى سوق لبيع كل المنتوجات من خضر وفواكه إلى الملابس، إلى الأدوات الإلكترونية وهلم عبثا واستخفافا.
إن هذا السلوك المشين يدفعنا للتساؤل: هل المغاربة شعب غير متدين؟؟… إن واقع الحال يقول العكس، فالإنسان المغربي عموما غيور على دينه، وسخي إلى حد البذخ حينما يتعلق الأمر بالإنفاق في سبيل الله، ولا سيما إذا تعلق الأمر ببناء المساجد، لكنها العادة السيئة التي تورث البلادة، فالتساهل في الجرأة على المقدسات، وعدم الارتقاء بدور المسجد ليأخذ مكانته الحقيقية في المجتمع، هو الذي جعل هيبته تخف في قلوبنا.. فلو أن السلطات حافظت على هيبة المسجد وأبعدت عنه كل المشوشات، ولو أن المغاربة استشعروا قيمة هذا الصرح الديني الرفيع، لنزهوه عن اللهو والتجارة، ولما وجدت باعة يسدون مداخل المساجد، ويزعجون المؤمنين داخل بيوت الله تعالى، ولما وجدت مغربيا يساعد هؤلاء بشرائه لسلعهم…
فيا معشر المغاربة ! يا سليلي الإيمان والعلم والتقوى ! اتقوا الله في مساجدكم، وربوا أولادكم على احترامها والعناية بها… فإنها والله حصنكم في الدنيا والآخرة.
ذ: أحمد الأشهب