بين يدي العدد
أيها الإخوة الأفاضل قراء جريدة المحجة الغراء محجة الإيمان والعلم والعمل التي تنشد الصلاح والفلاح لجميع أفراد الأمة الإسلامية ولجميع من ينشرح صدره للكلمة الطيبة فيعيها بقلبه وفكره وتصبح تجري على لسانه تشع بها أضواء الإيمان وأنوار الإسلام وأعمال البر والتقوى بين الناس ينقادون إلى ربهم طائعين محبين لدينهم القويم ولرسوله الكريم .
أيها الإخوة لا يخفى على مسامعكم أن علما من أعلام المغرب الحديث شهما في إيمانه وتقواه وفضله قد انتقل في غضون شهر جمادى الأولى 1436هـ فبراير 2015م إلى عفو ربه ورحمته، الدكتور عبد السلام الهراس. وإننا نتوجه إلى القراء والأهل والأصدقاء بخالص العزاء في وفاة أخينا المشمول برحمة الله وعفوه.
تميزت شخصيته بالتعمق والتوسع والتنوع في عديد من المجالات الدينية والفكرية والأدبية والإبداعية. ويسرنا أن وضعنا هذا العدد من جريدتنا رهن إشارة أصدقائه من الأساتذة الباحثين ومحبيه وطلبته ليتفضلوا بتعريف أبناء وطننا العزيز وغيره من البلاد العربية الإسلامية بشخصية المرحوم الفذة وبجهوده العلمية وبعطاءاته الفكرية والإبداعية وبمكانته المرموقة.
ومعلوم لديكم قراءنا الأعزاء أن الأستاذ المرحوم كانت الجريدة تنشر له في الصفحة الأخيرة عمودا قارا تحت عنوان بارقة.
ونقول لأستاذنا المرحوم كنت بارعا ورائق الأسلوب في بارقتك التي جرت عادة جريدة المحجة أن تنشرها في الصفحة الأخيرة، وكانت تلفت نظر القراء بجودة أسلوبها وعمق محتواها، فكان أغلب القراء يبدأون قراءتهم للجريدة من الصفحة الأخيرة، ومنها ينتقلون إلى سائر الصفحات. ولعلك أوتيت هذا الفضل بخدمتك للغة العربية والدين الذي تعتبر هذه اللغة خدمة له وستبقى بإذن الله محفوظة بحفظه. وكذلك بخدمتك للتراث العربي والحفاظ على ذخائره الغنية بالعطاء والثراء، وذلك بالعمل على نشرها ووضعها في أيدي الباحثين لتظهر قيمتها الفكرية والأدبية والعلمية، وتحيا بحياة هذه الأمة.