قرر اليوم أن يكلمها.. أن ينقذها من هذا البؤس… تؤرقه تساؤلاته وهو التاجر الكبيرالذي خبر أسرار الأسواق…
هاهو أمامها وجها لوجه.. سألها :
ـ كيف لشابة جميلة مثلك تجوب الأسواق الأسبوعية النائية للتسول؟! ماذا لواعتُدِيَ عليك؟!
عبست.. وقبل أن تنطق.. أضاف:
ـأنا في سن أبيك يا بنتي.. وأريد تزويجك لابني هذا…!
احمر وجه الفتاة.. طأطأت رأسها.. مدّت إليه ورقة قائلة:
ـ هذا عنوان وهاتف بيتنا….!
نظر إلى العنوان مستغربا.. اتصل هاتفيا بأسرتها.. تأكد من صحة العنوان.. تضاعفت حيرته..
لم يصدق نفسه وهو يدخل بيتا فخما في حي راقٍ بمدينة كبيرة.. كل ماحوله ألغاز..
فاتح أسرتها في أمر الخطبة .. وافق أبوها بشرط:
ـ أن تستمر في التسوّل طيلة حياتها…!
رد الرجل مندهشا:
ـ مستحيل..؟ ستعيش معززة مكرمة مع ابني!
أشار أبوها مستهزئا إلى البيت الفاخر وقال:
ـ ومن أين أتينا بهذه الثروة..؟! هذه مهنتنا جميعا…!
شرع يشرح له حكم التسول شرعا.. لكن الأب قاطعه : ….!
ـ لنقتسم الأرباح التي تجنيها ابنتي من التسول…!
غادر الأب وابنه البيت دون تعقيب … وكانت الفتاة تنشج نشيجا…