مدْرسة…
بين دفء حضنها ونبضات قلبها، يتلقفون بلهفة قصصها.. قصصا ليست من التراث الشعبي.. ولا من الخيال .. بل من نبع القرآن الكريم..
قد تكون القصة آية أو آيات، أوسورة… وتبدأ الجدة في الترتيل بصوتها العذب.. يطرق أحفادها السمع كأن على رؤوسهم الطير.. تلقنهم السور آية آية.. يتنافسون على الحفظ.. يتنافسون على الجزاء: قبلات وحب وحلوى وأشياء أخرى لها قيمة كبيرة رغم بساطتها، لأنها تهدى من الجدة…!
تذَكّرهم بالجنة.. يتسابقون على وصفها باستظهار آيات تصفها.. تعلق: “إن حفظتم القرآن الكريم وعملتم به.. فسيرضى الله عنكم ويجزيكم بالجنة..!”
يكبرون .. يكبر معهم حب القرآن.. ويكبر حبهم لجدتهم .. يتميزون في الحفظ كما في المدرسة.. سبقوها في حفظ القرآن كله.. وهاهم يتناوبون على تحفيظها.. فكل أمنيتها أن تختم حفظ القرآن وهي الأمية التي لم تلج قط مدرسة ولا كُتابا.. حفظت سور البقرة وآل عمران والنساء والنور والكهف ويس والعشر الأواخر بالسمع فقط… كانت تلزم المسجلة للحفظ.. ولولا تفرغها لتحفيظ أحفادها وحفيداتها لأتمت الحفظ…
هي مدْرسة وليست أمية… فلله درها…!