نَــــــــزَلَ الأعرابيُّ
إلى السوقِ
فلم يبصرْ
للبائـــــعِ والمبتـــــاعِ أثــــــــــرْ.
قال وقد راودتِ القلبَ الأحزانُ:
جئت أميرُ الأهلَ،
فكيف أعود إليهمْ
دون ظفَـــــــــــــــرْ؟
قال ابْــــــــــنُ عُــــــمَـــــرْ:
هـوّنْ يا عبْــــــدَ الله عليكْ،
وانْـــــــــزِلْ للمسجدْ
فالنَّــــــاسُ هنالكَ
يقتسمون جميعاً
ميراثَ محَــــمَّــــدْ
فاملأ منه يديكْ
نزل الأعرابيُّ إلى المسْجِــدْ
والفرحة تسبقهُ
كالظــــــلِّ إلى غايتـــهِ
ثم تولّى بعد قليلٍ
يُـــــــــرْسِـــــلُ زفرته لابن عمرْ
ما للميراثِ أثــــــــــــرْ
يا ابن عمرْ
أو تسْـــخَــــــرُ منِّــــي
وأنا شيخٌ كُبّـــــــــــــارْ؟
لم ألـــْـفِ بأنحاء المسْجِــدْ
إلا رجلا يتهجّدْ
أو شيخاً يتْــــــلــــــو
من آيِ الله ويسْـــجُــــــدْ
أو قوماً مشغولينَ عنِ الـــدِّرْهَـــمِ والدينارْ
بمدارسة القرآنْ
لا مالَ..
ولا ميرةَ..
لا ميراثَ
ولا أشياءَ أخَـــــــــــــــرْ
قال ابنُ عُــــــمَـــــــرْ:
يا عمّْ
لا تغتمّ ولا تهتمّ
هل كانوا بمدارسة القرآنْ؟
ذلك لو تعْـــلَـــمُ يا ابْــــــنَ الإنسانْ
ميراثُ محمّدْ
2شوال 1427 الموافق لـ 25-10-2006
الدكتور الشاعر حسن الأمراني