السيرة النبوية في الخطاب القرآني
عرض لمشروع علمي يتفاعل مع موضوع غاية في الدقة وهو: (هل يمكن أن يكون القرآن الكريم مصدرا كافيا للسيرة النبوية)؟ دون أن نغض من أهمية المصادر الأخرى، ثم هل يمكن إفراد تأليف نص للسيرة يكون القرآن وعلومه مصدره الأوحد؟ فهذان تساؤلان حاول الباحث الإجابة عنهما من خلال تقسيم البحث إلى العناصر التالية:
< السيرة في الخطاب القرآني: المقاصد والتجليات. < القرآن مصدرا للسيرة: الخصائص ودواعي الاكتفاء. < مشروع كتابة السيرة القرآنية: الآفاق والتحديات. وقد قدم الباحث تعريفا لمصطلح (السيرة النبوية القرآنية) وهو: (كتابة سيرة نبوية من خلال استقصاء شامل وتوظيف كلي لأي آية من القرآن لها تعلق مباشر أو غير مباشر بأي حدث من أحداث الحياة النبوية، مع التركيز على أهداف القرآن من سرد تلك الأحداث أو الإشارة إليها). وأردف أن هذا المشروع يجمع بين خدمتي (القرآن والسيرة) معا، فهما مجاله، وفيه تعزيز السيرة بالوحي، فالقرآن (هو أول المراجع التي يجب على الباحث أن يرجع إليها في حياة المصطفى ..)، كما أنه يلزم للمختصين بعمل دؤوب في استقصاء الآيات ذات الصلة، ثم على أولئك المختصين جهد آخر في توظيفها في بناء مشاهد لأحداث السيرة بإضاءة قرآنية، لتأتي بعد ذلك المهمة الكبرى متمثلة في استخلاص العبر والدروس من (السيرة القرآنية) وهو الهدف الأسمى للمشروع. ثم عالج مشروع كتابة السيرة القرآنية بدءا باستشعار أهمية السيرة القرآنية والارتقاء بالنظرة العلية إلى السيرة القرآنية. وعدم صرف النظر عن الجهود السابقة. واقترح خطوات عملية لتحقيق ذلك من خلال تجريد كل الآيات المتعلقة بالسيرة، ثم التصنيف التاريخي للسور والآيات مع الاستعانة بالعلوم المساعدة على ترتيب السيرة القرآنية. وأخيرا ختم البحث بتوصيات أهمها: تكوين لجنة تقوم بتبني مشروع (السيرة القرآنية)، وهذه اللجنة تقوم بوضع منطلقات المشروع وتوزع مهامه. يُفتح باب تلقي الاقتراحات بشأن مشروع (السيرة القرآنية) من كل من له اختصاص أو اهتمام أو نفع. اعتبار مشروع (السيرة القرآنية) مشروعا متكاملا مع مشاريع أخرى لخدمة السيرة الصحيحة، وليس بديلا عنها ولا ملغيا لها.
الدكتور محمد طيبي (أستاذ بجامعة ابن خلدون تيارت الجزائر)