السيد الوزير، السادة الرؤساء، السادة العلماء الأفاضل، أيها الحضور الكريم.
أود في البداية أن أنقل إليكم اعتذار السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، الأستاذ الدكتور عمر صبحي الذي حالت إكراهات الجدولة الزمنية دون حضوره لهذا الملتقى الهام. أشكر السيد رئيس المؤسسة المنظمة وأشكر اللجنة التنظيمية على دعوة جامعتنا لحضور هذا الملتقى وأشكره على تنظيمه اللقاء حول هذه القضية العلمية الهامة، التي جعلت المؤتمر متميزا، لأن موضوع الندوة هو أولا موضوع ذو راهنية كبرى، وثانيا نظرا لعمق المداخلات العلمية المقترحة في هذا النقاش.
فبخصوص النقطة الأولى : نقطة الراهنية، يلاحظ أنها مؤكدة باعتبار حاجة المجتمع محليا مغاربيا، إفريقيا ودوليا للاسترشاد بسيرة سيد المرسلين واستحضار خصاله وسلوكه لمواجهة تحديات العصر، نظرا لأن السيرة النبوية غنية بما يفيد قيم الرحمة والتضامن والصدق والإخلاص والموعظة الحسنة والالتزام واستقامة الخلق والجد والسلم والسلام، ولم أذكر هنا إلا بعض صفات النبي ، وكلها قيم تجد مكانها في صدارة حاجيات ميثاق الأخلاق الاجتماعي في التعامل والمعاملات.
النقطة الثانية : التي تؤكد تميز هذا الملتقى هو التفصيل المنهجي المقترح، حيث تظهر المحاور الكبرى لمؤتمركم العزم على مناقشة البعد المستقبلي والآفاق المستقبلية للعمل في السيرة النبوية انطلاقا من واقع الحال ودراسة المناهج وبرامج العمل وكيفية تعزيز المواطنة والإصلاح الاجتماعي والبناء الحضاري، وكيفية مقاربة السيرة في التربية والتعليم، وكيفية معالجتها أيضا على المستوى الإعلامي، وحضر الإبداع والقصة في عدد من محاور الندوة. كما سررت بوجود عدد من المبادرات التي يعرف بها اليوم ومنها ما سميتموه مشاريع خادمة، وهي متعددة، للتعريف بالنماذج والمكتسبات.
إن جامعة سيدي محمد بن عبد الله منخرطة تمام الانخراط في ظل التوجهات الملكية السامية، والاختيارات الوطنية الواضحة في أداء مهامها إسهاما منها في تقوية وتعزيز الأمن الروحي لهذه الأمة، وتعزيز البحث والتكوين في قضايا أساسية كالتراث والحضارة، والفكر الإسلامي. وقد أنشأت من أجل ذلك مختبرات ومراكز متخصصة سواء في كلية الآداب ظهر المهراز، أو في كلية الآداب سايس، وسبق لها أن نظمت ندوات وأنشطة تكوينية في الموضوع، تم نشر بعضها على صعيد واسع. وإن جامعة سيدي محمد بن عبد الله تنوه بمبادرات كهذه، وتدعم كل الأعمال، السائرة في نفس الاتجاه وتتمنى لكم التوفيق النجاح لنحقق جميعا الغايات النبيلة لهذا المؤتمر خدمة للصالح العام، وصالح الأمة، والسلام عليكم ورحمة الله.
ألقاها نائبه الدكتور إبراهيم أقديم