قدمها نيابة عنه الدكتور سعيد شبار:
رئيس المجلس العلمي المحلي ببني ملال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى صحابته وتابعيهم أجمعين
أصحاب المعالي.. السادة رؤساء المؤسسات والمصالح المختلفة السادة الضيوف الحضور الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية في موضوع : جهود الأمة في خدمة السيرة يأتي المؤتمر الثاني في موضوع : أفاق خدمة السيرة، وذلك حرصا من الجهات المنظمة على التعرف على الجهود أولا، ثم من أجل استبانة الآفاق ثانيا. والشأن في السيرة هنا كالشأن في القرآن الكريم في المؤتمرين السابقين جهودا وآفاقا كذلك.
ومن أهم ما يحمد لهذا المؤتمر ولسابقيه أمور كثيرة، منها ما قصد بالأصل ومنها ما قصد بالتبع نذكر منها باختصار ما يلي :
< هذا الجهد الكبير المشكور في تجميع جهود أبناء الأمة خدمة لكتاب الله تعالى ولسنة وسيرة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والواقع أننا نخدم ذاتنا وكياننا من خلال خدمة هذين الأصلين، فالأمر أشبه ما يكون بعمال أمام منجم ذهب، فإما أن يشمروا عن ساعد الجد لاستخراج ما ينتفعون به. أو يمكثون إلى جنبه واصفين معجبين ومادحين فحسب.
< انتظام هذه الجهود في خُطة أو نسق أو منهاج يجعلها أكثر فاعلية وإجرائية، مما لو بقيت مفردة من غير ناظم جامع. وما تفيد الجهود الفردية بل وحتى المؤسسة المحدودة اليوم في النهوض بقضايا الأمة ما لم تتعاضد وتتناضد أمام التكتلات العملاقة التي هيمنت على كل شيء.
< إعادة الروح والحياة في كيان الأمة من مدخل العلم بالقرآن والسنة، الأصلين اللذين بهما كانت خير أمة أخرجت للناس، بعدما غزا الوهن مداخلها الأخرى فلم يُبق منها إلا آثارا وأطلالا.
< رد الأصول الموحدة الجامعة إلى مواقعها الأصلية في الدين والتدين.. بعد أن هيمنت على تلك المواقع فروع وجزيئات فرقت الأمة وجزأتها أجزاء متناكرة وكأن لا معروف بينها.
وبخصوص هذا المؤتمر العالمي الثاني حول آفاق خدمة السيرة النبوية فإن له مزايا خاصة تحمد له كذلك نذكر منها :
- فسح مجال النظر في السيرة ككل وليس في السنة وحسب، حيث تتاح فرص أخرى للفهم في السياق، والموازنة والترجيح، واستيعاب الاختلاف، والتدبير الأمثل… الخ. مما بإمكانه التقريب بين سائر العلوم، وتقليص مساحة الاختلاف بين فرق المسلمين.
- تقريب وتيسير النموذج الأكمل والأمثل في التدين حيث تجسدت آيات الكتاب وتحركت في الواقع طلبا لمراتب أرقى وأعلى في الاقتداء والتأسي.
- وأخيرا وبعد جهود الجمع والتدوين والتصحيح والتضعيف.. التي استغرقت جهود السلف تقريبا رضوان الله عليهم جميعا، فإن من أبرز مسؤوليات الخلف، كي يكون إضافة لا تكرارا، أن تقدّم السيرة كاملة : مصدرا للعلم والمعرفة، وللفكر والثقافة، وللحضارة والاجتماع، وللتربية والآداب والفنون.. ولكل عمل إنساني جمالي يحيل ضرورة على جلال الخالق سبحانه وتعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفق هذا الملتقى لكل خير وأن يجزي العاملين عليه والمشاركين فيه خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله