شهيد الفضيلة


مـا للـرباط تَمـوجُ من أقصَاهَــــــا
عبسـت وقطبـت الجبيـن تحزنــاً
وتقطعـت كـلمـاتُهـا وتَحَشْرَجـــتْ
والـنــاس بـيـن مصـدِّقٍ ومـكـــــذِّبٍ
حتـى إذا جـاء النَّـعيُ فـقـالهــــــا
علم الجميعُ وأَيْقَنُوا من أنـــــهُ
عبث القطارُ بجسمِهِ فتمزقـتْ
وتمزقت من حولهن نُفُوسُــنـا
جَلَّ المصابُ وقد عَتَتْ أمواجُـه
ماذا أقول ومُهْجَتي مَكْلُومـــةٌ
ماذا أقول وها فَمِي قد طَوَّحَتْ
مات الحكيم مُسَدِّداً ومُقارٍبـــاً
مات السخي بِمالِهِ ومتاعِـــهِ
مات التّقِيُّ مُسامِحاً مُتَعَبِّـــدا
مات الحبيبُ مُدافعا عن أرضـهِ
لكنَّه ما زال حيّاً خالــــــــــــدا
إن مات ما ماتَتْ شمائِلُهُ ومـا
فإلى الإلهِ أَكُفُّنَا مرفوعــــــــةٌ
رَحِمَ الإلهُ شهيدَنا وأقامــَـــــهُ
وإلى أمير المومنين عزاؤنـــــا

*****************

وتمورُ في حدث إلى أَدناهــــا
وهمتْ بِوابل دمعها عيناهـــا
في الصدرِ تَخرجُ زفرةً أو آهـــا
ومحدِّثٍ ومبَلَّغٍ قد تـاهـــــــــا
واصطكت الأسماعُ إذ دَوَّاهـــا
قد مات عبدُ الله ماتَ البَاهَـــا
أشلاؤُهُ يا ويحَ من أشلاهــــا
كَمَداً عليه تَبُثُّ من شَكْواهــا
بالحادِثاتِ فَغَرْنَ لي أفواهـــــا
من هَوْلِهِ تَرْتَاعُ من مولاهـــــا
كلماتُهُ تَنْزاحُ عن معناهــــــــا
ومُوَّحِّداً أبداً على أتقاهـــــــــا
للناسِ لا يَلْوِي على دُنْياهـــــا
وانْقادَ نحو المصطفى أَوَّاهـــــا
وبلادِه في هِمَّةٍ أعلاهــــــــــا
بمكارمِ الأخلاقِ ما أحلاهــــــا
ماتَتْ فضائلُهُ لقد أحياهــــــــــا
أن يدخل الفردوسَ من أعلاها
في منزلِ الأبرارِ يَسْمُو جاهــا
واللهُ يعظمُ أجرَنا في باهـــــــا
د. محمد الروكي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>