قصص الأطفال من أهم آفاق خدمة السيرة النبوية وتقريبها إلى الناس؛ لكونها تهدف إلى «تنشئة أطفالنا على المبادئ والقيم الإسلامية التى نستقيها منها، كما يجدون القدوة الصالحة والعبرة والعظة» فيها.
لذلك كان لا بد من العناية أولا بنماذج من القصص التي قدمت للأطفال، والوقوف على عناصر القوة والضعف فيها، وفي مقدمة ذلك كتاب «حياة محمد » لعبد التواب يوسف، وهو فى عشرين قصة، و«مجموعات السيرة النبوية للأطفال» لمحمود محمد رياض طعمة، وقد تجاوزت العشرين كتيباً، و«قصص من التاريخ الإسلامى للأطفال» للشيخ أبى الحسن الندوى، و«سلسلة تاريخ الإسلام» لعبد العزيز اشبابو ومحمد بنمسعود وقد بلغت ستة عشر كتيباً.
تلك النماذج وغيرها تبين مدى أهمية الحرص على المزج بين الفن والتاريخ باعتدال، وإعلاء القيمة الفنية شريطة المحافظة على صدق أحداث السيرة النبوية، وتيسير لغة السيرة بالإفادة من معاجم لغة الأطفال ومصطلحاتها.
ومن الواضح أن للغة قصص الأطفال أهمية خاصة، من حيث ما تحققه من جمالية للإمتاع، ومناسبة للمرحلة السنية، وقد بلغ الاهتمام بها «أن أصبحت هناك قوائم للغة الطفل يعدها التربويون والمهتمون بالأطفال وقراءاتهم حتى تستقيم لغتهم… يمكن أن يفيد منها مبدعو قصص الأطفال عندما يوثقون صلتهم بهذه القوائم بالإضافة إلى اتصالهم بما يؤهلهم لحسن الإفادة من السيرة النبوية وتوظيفها».
وبمكن لقصص الأطفال المستقاة من السيرة النبوية أن تحقق الانتشار والتأثير من خلال الاستعانة بوسائل الإعلام، وتقديم حوافز للأطفال عن طريق المسابقات والجوائز ليقبلوا على الاهتمام بالسيرة النبوية ومشروعاتها، وتشكيل لجنة من مدرسي رياض الأطفال، ومتخصصين فى علم نفس الطفل، ومختصين بأدب الأطفال الإسلامى لدراسة ما يكتب عن السيرة النبوية من قصص للأطفال… واقتراح القصص التى تلائم مرحلة الطفولة المبكرة من 3 إلى 6 سنوات كى تقدم لهم إعلامياً أو تقرأ عليهم ، وتحقق لهم ما نبتغيه من قيم ومبادئ.
الدكتور سعد أبو الرضا عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية مصر