مجرد رأي – أعزة على الكافرين


… هي مواقف عزة وإباء وقفها حكام مسلمون وعلماؤهم ومفكروهم على امتداد التاريخ الإسلامي الجميل، دفاعا عن كرامة الإسلام وإعلاء لرايته وصونا لكرامة أتباعه ومعتنقيه طاعة لله وابتغاء لمرضاته اقتداء بهدي رسوله الكريم  الذي غرس في الأمة أخلاق العزة والكرامة والإباء خاصة مع الكافرين المحاربين لدين الله جل وعلا…

لم تكن مواقفهم تلك من نوافل الأعمال، ولكن كانت من أوجب الواجبات بالنسبة لهم ومن متطلبات نشر هذا الدين وتبليغه للعالمين حتى يكون (رحمة للعالمين)… فلا غرو أن يظل الإسلام مصونا عزيزا قويا ويظل المسلمون وحتى أهل الكتاب تحت حكمهم أعزاء مرفوعي الرأس والكرامة… أقوياء بعقيدتهم أعزاء بانتمائهم لا يتجرأ عليهم أي كلب عقور من الحاقدين على هذا الدين كائنا من كان… فكان أعداؤهم يهابونهم ولا يتجرؤون على إهانتهم أو امتهان أي رمز من رموز عقيدتهم ولذلك عاشوا أعزاء… أعزوا هذا الدين وحموا بيضته فأعزهم الله ورفع قدرهم حتى صاروا قدوة للعالمين… فانفتحت لهم قلوب العالمين قبل أن تنفتح لهم الأمصار فنشروا العدل والرحمة والمحبة والقيم الرفيعة في أصقاع الدنيا ولا تزال آثارهم تشهد عليهم… كان ذلك في الزمن الجميل… قبل أن يهينوا فيهينهم الله حتى أصبح سفهاء الكفار والحاقدين على هذا الدين من المنتسبين إليه  يتجرؤون عليهم تارة من خلال الاستهزاء برسولهم الكريم وطورا بإحراق قرآنهم أو حتى التبول عليه ناهيك عن إبادة الأقليات المسلمة بل وحرقهم أحياء يرزقون كما يقع لمسلمي ميانمار أو مسلمي الروهينجيا وغيرها من بلدان العالم حيث الأقليات المسلمة… أو حتى البلاد الإسلامية مع الأسف الشديد، وما يقع لمسلمي سوريا أو أهل السنة في اليمن والعراق ليس عنا ببعيد…. فصدق علينا قول الشاعر

تشتت شملهم إلا علينا حتى     ***     صرنا بينهم كالفريسة للكلاب

… أمام هذا الهوان الذي أصاب المسلمين  في هذا الزمن الأغبر, دعنا نستروح بعضا من عبق الزمن الجميل … زمن العزة والكرامة مع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى.

تناهى إلى علمه أن أحد سفهاء المسرحيين الفرنسيين يعد العدة لعرض مسرحية مسيئة لرسول الله  في جميع مسارح أوروبا…غضب السلطان غضبا شديدا فأمر بالتعبئة الشاملة للجيش كما أمر حاشيته من الوزراء والمستشارين أن يلبسوا لباس الحرب اقتداء به. بعدها أستدعى القنصل الفرنسى إلى القصر… لما دخل على السلطان سقط في يديه  واندهش لما رأى الجميع بلباس الحرب بما في ذلك السلطان نفسه… ابتلع ريقه وقال للسلطان في خوف ووجل «وصلت الرسالة يا مولاي السلطان»… غادر بعدها القصر وللتو بعث لحكومة بلاده رسالة مستعجلة مفادها : «هذه الدولة مستعدة لدخول الحرب من أجل مسرحية… أوقفوها فورا». وبالفعل تم منع عرض المسرحية  بقرار حكومي على مستوى عال جدا…

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>