حكومات الدول الراقية التي تحترم مواطنيها و تجتهد من أجل حمايتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم , تجد المسؤولين يتنافسون فيما بينهم من أجل تقديم أفضل وأرقى الخدمات لمواطنيهم الذين وضعوا ثقتهم فيهم… أما في أوطاننا – والتي من شرعها قطع الأيادي- يتنافس كثير من مسؤولينا في النهب والسلب و الاثراء غير المشروع مع ما يستصحب ذلك من الوعود الفارغة والتبريرات الواهية من أجل التنصل من مسؤولياتهم وإن قاموا ببعضها فبشكل ناقص ومشوه لأن نصف الميزانية المرصودة أو ثلثها قد أنفق على شكل رشاوى وإكراميات وهلم سرقة واحتيال…
أغرب ما سمعت في هذا الباب… جوابا لأحد المسؤولين الكبار عن إصلاح الطرق في حكومة الانقلاب المصرية. الرجل- ما شاء الله- دكتور (آد الدنيا) ورئيس هيئة الطرق والقناطر… قال الرجل -لا فظ فوه- لما سئل عن برنامجه لإصلاح الطرق في حوار على قناة التحرير… (اسمعوا جيدا) «إن حوادث الطرق ستزيد أكثر مما هي عليه الآن لو تم إصلاح الطرق» لماذا يا جهبذ؟… «لأن الطرق ستكون أنعم وأحسن, و ستكون أكثر جودة وبالتالي ستزيد سرعة السيارات فتزيد الحوادث تبعا لذلك» … يعني بالعربي الفصيح رب حاجة قضيناها بتركها… طبعا نسي هذا الجهبذ أن يقول لنا إن تكاليف إصلاح الطرق سوف ترتفع ومعها أجور الموظفين وستتحسن جودة الطرق وستتزايد حوادث الطرق تبعا لذلك… وبالتالي لا داعي لإنشاء هيئة للطرق أصلا… نفس المنطق ينسحب على باقي القطاعات (ويا دار مدخلك شر)… بهذا المنطق يفكر كثير من مسؤولينا – كان الله في عونهم – ومع ذلك نتساءل بكل سذاجة وغير قليل من البلادة لماذا نأتي دائما في مؤخرة الأمم على جميع الأصعدة والمستويات… وكل حاجة وأنتم بخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي