دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مسلمي العالم إلى النفير العام لحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس والمقدسيين من إجرام المحتل الصهيوني، ودعا العالم الحر إلى التحرك لإنقاذ الأقصى المعرض للهدم بين لحظة وأخرى في ظل صمت عالمي، محملا الدول العربية والإسلامية مسئولية أي ضرر يحدث للمسجد أو للقدس والمقدسيين أو لقضية فلسطين بكاملها.
وأكد الاتحاد -في بيان- «أن ثقته في الأمة الإسلامية وبخاصة الشعوب لا تنتهي، ولا يشوبها أي تشاؤم، بل على العكس فلدينا ثقة بالغة أن الشعوب لن تبيع مقدساتها ولا دماء إخوانها».
وفي ما يلي نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ، الأحداث الإجرامية المتصاعدة من جانب الكيان الصهيوني المحتل، تجاه المسجد الأقصى، من اقتحامات خطيرة للغاية، وتجاه المقدسيين من اعتقالات وقتل بلا أي تحقيق أو تثبت، وقد بلغت بهم الجرأة أن أغلقوا المسجد نهائيا يوم الخميس الماضي في وجوه المسلمين، وكلها مخالفات صريحة للقوانين والأعراف الدولية، ومن المؤسف أن يحدث كل ذلك وأكثر، وسط صمت عالمي وعربي وإسلامي مخزٍ ! إلا القليل.
وفي أجواء تلك الأفعال الإجرامية الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني والأقصى والمقدسيين، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :
1 – يندد باقتحام المسجد الأقصى من قبل الصهاينة المحتلين، وقرارات إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، ثم فتحه أمام كبار السن فقط، ممن تجاوزوا سن الـخمسين، ويعتبر كل هذه الاقتحامات والقرارات مرفوضة جملة وتفصيلاً، ويراها إجرامية بكل ما تحمله الكلمات من معاني .
2 – يدعو إلى النفير العام، فإذا لم يكن النفير لإنقاذ الأقصى من هذه الجرائم، فلمن يكون النفير؟! فهل هناك أقدس وأعظم لدى المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي من المسجد الأقصى؟ كما يدعو الاتحاد العالم الحر من شرقه وغربه وشماله وجنوبه إلى التحرك لإنقاذ المسجد الأقصى المعرض للهدم بين لحظة وأخرى في ظل صمت عالمي -للأسف الشديد- وكأن هذا الصمت تشجيع للاحتلال على الهدم.
3 – يطالب بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني، الذين أعطوا الأوامر لنظامهم البوليسي بتعقب المقدسيين، وقتل أحد أبنائهم، بتهمة محاولة قتل أحد الصهاينة اليمينيين المتعصبين، والذي حاول اقتحام المسجد الأقصى، وذلك من غير تحقيقات أو قضاء أو أحكام… الخ، بما يعتبر إجراماً يستدعي التدخل الدولي الفوري .
4 – يحمل الدول العربية والإسلامية مسئولية أي ضرر يحدث للمسجد الأقصى أو للقدس والمقدسيين، أو لقضية فلسطين بكاملها، حيث أنها قضية الأمة المحورية والرئيسية والتي لا يجب أن تغيب عن أجندتنا اليومية بل واللحظية، ومن ثم فعلى جميع الدول التحرك في المسارات كافة، وعلى جميع الأصعدة، لوقف الاعتداءات المتكررة من الكيان الصهيوني ضد الأقصى والقدس وفلسطين، وردعه، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني التي طال السكوت عليها .
5 – يؤكد أن ثقته في الأمة الإسلامية وبخاصة الشعوب لا تنتهي، ولا يشوبها أي تشاؤم، بل على العكس فلدينا ثقة بالغة أن الشعوب لن تبيع مقدساتها ولا دماء إخوانها، وأن تلك المحاولات الصهيونية الإجرامية إنما تدفع الشعوب إلى حالة الاحتقان التي ستنفجر يوماً ما في وجه هذا الاحتلال؛ لتعلن عن مرحلة تحرير أرضنا ومقدساتنا، فعلى الجميع ألا يراهن على طول صبر تلك الشعوب، أو يظن أنه سيتخذ قرارات إجرامية في غيبتها دون تحركها.
6 – يرفض ما يطرحه الاحتلال بصورة مستمرة من وجود هيكل لهم تحت المسجد الأقصى، أو أن لهم أي حق في أرض فلسطين المقدسة، ويرى كل ذلك هو من باب الهراءات والتخاريف التي لا أصل لها، وإنما هي أوهام يلعبون من خلالها بعقول أتباعهم أو المتآمرين معهم للإفساد في الأرض ونشر الفتن بين الناس .
والله أكبر، والنصر لفلسطين، ولكل المؤمنين، والهزيمة والخزي للمعتدين.
انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة التوبة:41)
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي
أ.د يوسف القرضاوي