و مضة


هي الأم..

محظوظة.. تعيش خريف عمرها مع ابنها معززة مكرمة…

وحدها تعرف الحقيقة المُرة… تتجرع المرارة في خريف العمر…

صارت خادمة في بيت ابنها بلا أجرة مقابل لقيْمة تتجرعها بذل و كمد.. و فراش رث في ركن بجانب غرفة أحفادها.. فهي الطباخة والمنظفة والمربية والخادمة لابنها وكنتها وأحفادها… بعد أن تخلت كنتها عن كل واجباتها في البيت، وأصبح كل همها عملها خارج البيت وصديقاتها والاهتمام بنفسها …

أنهكتها المسؤولية الملقاة على عاتقها .. أنهكها المرض.. أنهكتها شيخوختها.. لم تعد تتمنى في هذه الحياة سوى أن ترتاح من عناء مشوار إنجاب وتربية الأبناء وهمومهم.. وها هي تعيد المشوار نفسه مع حفدتها..

فاتحت ابنها وزوجه في الأمر، اقترحت عليهما إحضار مساعدة تساعدها في أعمال البيت، بينما تتولى هي رعاية أحفادها.. لكنهما ثارا في وجهها .. قالت لها كنتها: ” إذا أردت مساعدة.. فعليك مغادرة البيت..”

رحلت عند ابنتها.. استقبلتها الابنة بالاستغناء عن المساعِدة لتحل الأم محلها..

وجدت نفسها تعيد مأساة تشغيلها مع ابنتها.. وهي العجوز التي لاتبحث سوى عن راحة في ركن آمن تقضي فيه ما تبقى من عمرها…

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>