بنبض القلب


الصحراء المغربية والدرس الاسكتلندي

 لو كان لزعماء الانفصال ذرة من حياء لتوقفوا عن غيهم ولسارعوا إلى العودة إلى حضن الوطن، لقد شكل التصويت الداعي إلى بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة درسا قاسيا لهؤلاء المغررين. فرغم الثراء الذي تزخر به أراضي اسكتلندا ورغم امتلاكها لكل مميزات الدولة المستقلة، فضل الاسكتلنديون وبنسبة تفوق 55% البقاء تحت مظلة ملكتهم، لعلمهم أن قوتهم في وحدتهم وأنهم مهما كانت قوتهم الاقتصادية فالبقاء ضمن دولة عظمى وفي إطار حكم ذاتي موسع هو الأضمن لاستمرار رفاهيتهم والحفاظ على آمنهم واستقرارهم… فهل يستوعب الدرس أولئك الذين يزايدون على وحدتنا الترابية ويخدمون أجندة العسكر في الجزائر!!!

ألم يحن الوقت بعد لتحكيم العقل والقلب والضمير لطي هذا الملف الذي طال أكثر من اللازم، أليس مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي طرحه المغرب يعد حلا أمثل لممارسة مواطنينا الصحراويين كامل حريتهم في إدارة شؤونهم والتمتع بخيرات الوطن كله تحت راية واحدة ونظام أمني واحد… ألا يشكل الانفصال خطرا على الانفصاليين أنفسهم حين يرهنون مستقبل المنطقة للقوى المناوئة للمغرب التي لا يهمها في الأخير سوى مصلحة أوطانها، إضافة إلى تشتيت أواصر الأسر الصحراوية التي يعيش أعضاؤها وينتقلون بكل حرية على كامل التراب الوطني… لقد حان الوقت كي يعي هؤلاء الناس أن الخير كل الخير في وحدتنا وتماسكنا، وأن المغاربة شعب واحد من طنجة إلى الكويرة بمنطق التاريخ والجغرافيا والتحكيم الدولي.. فهل من مجيب؟؟!!..

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>