عن أبي رقية تميم بن أوس الداري أن النبي قال : “الدين النصيحة، قلنا : لمن؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم”(1)
المعاني اللغوية :
- الدين: يطلق على معان ، والمراد هنا ما يشمل معاني الإسلام والإيمان والإحسان التي وردت في حديث جبريل وفيه “هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”.
النصيحة: أصل النصح في اللغة: الخلوص أو الإحكام، أو هما معاً فهي مشتقة إما من : “نصحت العسل إذا صفيته من الشمع”، وإما من “النصح” وهي الخياطة بالمنْصَحة. وهي الإبرة.. ففي الأول تشبيه القول والفعل في تخليصه من الغش بتخليص العسل من الشمع المخالط له وفي الثاني تشبيه لمِّ شعث الإنسان بالنصيحة بلمِّ شعث الثوب وقطَعِه بالمنصحة. ومن هذا المعنى “التوبة النصوح” فكأن الذنب يمزق الدين والتوبة تخيطه”.
المعنى الإجمالي :
هذا الحديث الشريف أحد الأحاديث التي قال علماء الأمة إن الفقه يدور عليها وهو أحد أرباع الدين، بل قال الإمام النووي: “إنه وحده محصل لغرض الدين كله، لأن الدين منحصر في الأمور التي ذكرها”.
وفيه تبرز البلاغة النبوية الرائعة، ويظهر بجلاء ما أكرمه الله به من اختصار الكلام اختصارا.
فقد أوتي جوامع الكلم “فالنصيحة كلمة جامعة لكل معاني الخير والفضيلة، وليس في كلام العرب كلمة مفردة تستوفي بها العبارة عن معنى هذه الكلمة”.
والحديث يضع الأسس المتينة والقواعد السليمة للعلاقات الإنسانية وطرق بنائها وهو يوضح- قبل ذلك- ما يجب أن يكون عليه الإنسان في علاقته بخالقه – سبحانه- والوحي الذي أنزله، والرسول الذي حمل ذلك الوحي وبلغه..
ويجلي قيمة الحرية التعبيرية في الإسلام.. وأنها مسؤولية كبيرة تحتاج إلى صدق في الباطن والظاهر معا. فمسؤولية التقويم لأولي الأمر والمجتمع مسؤولية عامة يشترك فيها جميع أبناء المجتمع وهي من القيم الحضارية الراقية بعيدة عن كل غش في القول أو تنابز بالألقاب أو سخرية بالآخرين.. وبعيدة كذلك عن الم%