هناك أقلام تصنع التاريخ، وتبني الأمم بما يملكه أصحابها من رصانة الفكر وروح المواطنة، وبعد النظر… أقلام لم تركن للذة الترف الفكري والتسلح الوجداني، ولم تحن الرأس أمام العاصفة، ولم تكن جلودها بأيدي الطغاة… وهناك أقلام فرشت خدها لتعبر من خلاله أحذية الغزاة، وأصبحت عصا في أيدي الاستبداد والعسكر والطغاة…
أقلام بنت على أنقاض حلم الشعوب مجد الظالمين والقتلة.. أقلام تبحث عن مجد زائف، يحيكه الجلادون في أقبية السجون، أقلام تغتال حلمنا في التغيير، وتساهم في تمديد زمن القهر والاستبداد، وتسويد صفحات المناضلين الشرفاء بمدادها العطن وتجعل من الشرعية التي أفرزتها صناديق الاقتراع استبدادا، ومن الديكتاتورية الآتية على صهوة الدبابات رمز الديمقراطية والخلاص…
في زمن العهر السياسي والتخاذل الثقافي، لم يبق لهذه الشعوب الصابرة سوى التشبث بقيمها والإمساك عليها بالنواجذ، والذود عنها بكل ما أوتيت من قوة، وفضح كل ألاعيب الحواة…
إنها مرحلة القبض على الجمر، وحتى لا يطول زمن الأمة / القصعة التي تكالبت عليها أمم الأرض بسبب رعونة الظالمين الآخذين بخناقها.
ذ: أحمد الأشهب