نزل عليه الخبر كالصاعقة… كم كان يحلم بهذا اليوم… عاد إلى بيته يجر جسده الكليل… سقط مريضا… أخذت زوجته تخفف عنه وطأة صدمته.. قالت له:
- رغم كل شيء، يجب عليك أن تفرح وتدعو لها..
غمغم باكيا:
- إنها تقاطعني مدة طويلة .. لأنني لم أعد أرضخ لابتزازها بعد أن مرضت وأصبحت عاطلا عن العمل..
- رغم ذلك، فهي ابنتك …
رد منتحبا:
- أيعقل أن ألتقي في الشارع بخالها، ويخبرني بحفل زفافها بعد غد؟ لم أحضر عقد قرانها ككل الآباء؟
- سامحْها وادع لها..
رجته زوجه… رد وهو يصارع دمعه:
- لن أسامحها.. لم تعد صغيرة.. ولأنها تحفظ كتاب الله وتعرف واجبها تجاهي.. أعترف أني ارتكبت خطأ فادحا حين وافقت لخالتها أن تربيها بعد وفاة أمها رحمها الله.. كنت لا أدخر جهدا في تلبية مطالبها والعناية بها…
بعث لها بمبلغ مالي كبير هدية منه بمناسبة عرسها.. ولم تبعث له دعوة لحضور حفل زفافها أو كلمة شكر.. لم تزره قط.. ولم تسأل عنه.. ولم تعده في مرضه .. وهي التي تحفظ كتاب الله عز وجل…
ذة. نبيلة عزوزي