أولا : ضروب الدعوة :
الدعوة إلى الله تعالى يمكن أن نفرعها إلى عدة ضروب لاعتبارات مختلفة :
فباعتبار المتابعة وعدمها تنقسم إلى قسمين : دعوة متابعة ودعوة عابرة :
دعوة متابعة : وهي ملازمة المدعو وصحبته وحمل همه إلى أن يبلغ الفطام، وهذه هي المطلوبة في حد ذاتها.
دعوة عابرة: وهي التي لا تليها متابعة بل تكون عرضية فقط. وهي لا تخلو من فائدة إذ تؤول نتائجها إلى الأولى.
أما باعتبار مراتب الدين فإنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام : دعوة إلى الإسلام أو إلى الإيمان أو إلى الإحسان:
دعوة إلى الإسلام: تكون هذه الدعوة في صفوف الخارجين عن الإسلام أو الداخلين فيه، ولكنهم لا يلتزمون بشعائره من صلاة وصيام وزكاة وحج لبيت الله الحرام…
ويشترط فيه شرط خاص وهو أن يكون الداعي مسلما ملتزما بتعاليمه.
دعوة إلى الإيمان: وهي الدعوة التي يُرقي بها الداعي المؤمن غيره إلى درجة الإيمان، والتي هي مرتبة أعلى من الإسلام. ويشترط في الداعي أن يكون مؤمنا بعد أن كان مسلما.
دعوة إلى الإحسان: وهي محاولة الارتقاء بالمدعو إلى درجة المراقبة، التي هي أعلى مراتب الدين الحنيف. ويشترط في الداعي أن يكون محسنا بعد أن كان مؤمنا مسلما.
أما باعتبار الكيفية فإنها كذلك ثلاثة أضرب : قولية وفعلية وسلوكية.
الدعوة القولية: هي التي تكون بالقول ويدخل فيها ما كان مكتوبا ومسموعا ومرئيا.
الدعوة الفعلية: وهي التي يجتهد فيها الداعي باقتراح أعمال و أفعال تواكب العصر كإنشاء جمعيات، ومواقع دعوية، أو مسارعة إلى أعمال الخير والبر والإحسان.
الدعوة السلوكية: وهي لا تحتاج إلى قول أو فعل بقدر ما تحتاج إلى التخلي والتحلي.
أما باعتبار أطراف الدعوة فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام : داع ومدعو ووسيلة. وسيأتي تفصيل ذلك في العنصر الموالي.
ثانيا: قواعد في الدعوة إلى الله :
قد تبين مما سبق أن الدعوة باعتبار أطرافها تنقسم إلى ثلاثة أطراف.
الطــــرف الأول : الداعي
الطرف الثاني : المدعو
الطرف الثالث : الوسيلة
والحديث عن قواعد الدعوة إلى الله تعالى سيجري مجرى الأطراف السالفة الذكر:
قواعد الطرف الأول: الداعي
> النية الحسنة.
> ضرورة البدء بالنفس.
> القدوة الحسنة.
> عدم الدعوة إلى بدعة.
> مخاطبة الناس بما يحبون.
> مراعاة الأولويات.
قواعد الطرف الثاني : المدعو
> مراعاة المرحلة العمرية للمدعو.
> مراعاة المستوى التعليمي والثقافي له ومخاطبته بلغته وعلى قدر عقله.
> تكوين علاقة شخصية حقيقية مع المدعو وتحقق التواصل الكافي معه، وتقيم كل أركان المودة والمحبة
> اجتذاب المدعو بالجديد وبكل ما يقوي فيه الإيمان وقيم الخير
> التبسم في وجهه وحب الخير له.
> الصبر على أذاه وجفائه.
فضلا عن هذا فإن المدعو يجب أن تتوفر فيه مقومات الخير والميل إليه والاستجابة والاجتهاد في الطاعات والقربات والقابلية للترقي في مدارج الخير والعلم والمبادرة ولكل خير، ثم مؤهلات التواصل الاجتماعي لأن الدعوة تحتاج إلى العنصر البشري الخير والفعال.
قواعد الطرف الثالث : الوسيلة
> مخاطبة القلوب، فالدعوة إنما تلامس الأرواح والقلوب لا الأجسام والأبدان.
> التلطف: وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس والتأثير فيهم.
> البحث عن العوائق…
> البحث عن الحلول…
> اعتماد أساليب الحوار في التواصل.
د. عبد اللطيف تلوان