نافذة على التراث – من معاني الحكمة في كتاب الله تعالى


قال ابن القيِّم: الحِكْمَة في كتاب الله نوعان: مفردة، ومقترنة بالكتاب. فالمفردة فُسِّرت بالنُّـبُوَّة، وفُسِّرت بعلم القرآن. قال ابن عباس: هي علم القرآن ناسخه ومنسوخه، ومُحْكَمه ومُتَشَابهه، ومقدَّمه ومؤخَّره، وحلاله وحرامه، وأمثاله. وقال الضَّحاك: هي القرآن والفهم فيه. وقال مجاهد: هي القرآن، والعلم والفِقْه. وفي رواية أخرى عنه: هي الإصابة في القول والفعل. وقال النَّخعي: هي معاني الأشياء وفهمها. وقال الحسن: الورع في دين الله. كأنَّه فسَّرها بثمرتها ومقتضاها. وأما الحِكْمَة المقرونة بالكتاب، فهي السُّنَّة. كذلك قال الشافعي وغيره من الأئمة. وقيل: هي القضاء بالوحي، وتفسيرها بالسُّنَّة أعم وأشهر
> تفسير القرآن الكريم لابن القيم ( التفسير القيم) من صبر العلماء على الإصلاح يحكي أبو بكر بن العربي يوم كان قاضياً بأشبيلية قال: حكمت بين الناس، فألزمتهم الصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى لم يك يرى في الأرض منكر، واشتد الخطب على أهل الغصب، وعظم على الفسقة الكرب، فتألبوا وألبوا، وثاروا علي، فاستسلمت لأمر الله، وأمرت كل من حولي ألا يدفعوا عن داري، وخرجت على السطوح بنفسي، فعاثوا عليَّ حتى أمسيت سليب الدار، ولولا ما سبق من حسن الأقدار، لكنت قتيل الدار، يعني بقتيل الدار: عثمان رضي الله عنه.
> العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي تتبع رخص العلماء قال خالد بن الحارث: قال لي سليمان التيمي : إن أخذت برخصة كلّ عالم اجتمع فيك الشرّ كله. قال ابن عبد البرّ: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا.
> جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر من عز القضاة وإبائهم يذكر أن أحمد بن طولون دعا القاضي بكار بن قتيبة الحنفي إلى خلع الموفق من ولاية العهد، فأبى، فحبسه، وكرر عليه القول، فأصر على الإباءة، وبقي في السجن حتى ثقل ابن طولون في مرض الوفاة، فبعث إلى القاضي بكار يقول له: أَرُدُّك إلى منزلتك، أو أحسن منها، فقال بكار للرسول: قل له: شيخ فان، والملتقى قريب، والقاضي اللهُ عز وجل. فأبلغ الرسولُ ابنَ طولون ذلك، فأطرق ساعة، ثم قال: شيخ فان، والملتقى قريب، والقاضي الله عز وجل، وأمر بنقله من السجن إلى دار اكتُرِيَت له. > النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي الحنفي جواب مسكت كان جحا راكبا حماره حين مر ببعض القوم فأراد أحدهم أن يمزح معه، فقال له: يا حجا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك. فرد علية جحا بهدوء :هذا طبيعي لأن الحمير تعرف بعضها.
> طرائف جحا الجزء الثالث ثناء بغير نائل قال أبو جعفر المنصور: (إنْ أحببت أنْ يكثر الثَّناء الجميل عليك من النَّاس بغير نائل، فالْقَهُمْ ببِشْر حسن.
> سوء الخلق لإبراهيم الحمد فضل محاسبة النفس وأثرها قال الحارث بن أسد: المحاسَبة تورث الزِّيادة في البصيرة، والكَيْس في الفِطْنَة، والسُّرعة إلى إثبات الحجَّة، واتِّساع المعرفة.
> حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني درجات علو الهمة قسم أبو ذر الهروي رحمه الله تعالى علو الهمة درجات ثلاثا: الدرجة الأولى: همة تصون القلب عن وحشة الرغبة في الفاني، وتحمله على الرغبة في الباقي، وتصفيه من كدر التواني الدرجة الثانية: همة تورث أنفة من المبالاة بالعلل، والنزول على العمل، والثقة بالأمل الدرجة الثالثة: همة تتصاعد عن الأحوال والمعاملات. وتزري بالأعواض والدرجات. وتنحو عن النعوت نحو الذات
> مدارج السالكين لابن القيم النصح برفق عن ثابت، أن صلة بن أشيم وأصحابه، أبصروا رجلًا قد أسبل إزاره، فأراد أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم، فقال صلة: دعوني أكفيكموه، فقال: يا ابن أخي إنَّ لي إليك حاجة، قال: فما ذاك يا عم؟ قال: ترفع إزارك، قال: نعم، ونعمة عين، فقال لأصحابه: هذا كان أمثل ، لو أخذتموه بشدة؟ قال: لا أفعل، وفعل.
> الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا من حقوق التلاميذ على أستاذهم عن هارون بن عبد الله الحمَّال (وقد كان مدرسا) قال: جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدقَّ عليَّ الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه، فمسَّاني ومسَّيته، قلت: حاجة يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، شغلْتَ اليوم قلبي، قلت : بماذا يا أبا عبد الله؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء (= الظل)، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.
> الجامع لأخلاق الراوي والسامع للخطيب البغدادي ما أفضل النساء؟ سُئل أعرابي عن أفضل النساء فقال: أطولهن إذا قامت، وأعظمهن إذا قعدت، وأصدقهن إذا قالت، التي إذا غضبت حلمت، وإذا ضحكت تبسمت، وإذا صنعت شيئا ً جودت، التي تطيع زوجها، وتلزم بيتها، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، الودود الولود، التي كل أمرها محمود.
> أخبار النساء لابن الجوزي من آداب اللسان قال بعض البلغاء: اِلزم الصَّمت؛ فإنَّه يُكسبك صفو المحبَّة، ويُؤمِّنك سوء المغبَّة، ويُلبسك ثوب الوَقَار، ويكفيك مئونة الاعتذار. وقال بعض الفُصَحاء: اِعقل لسانك إلَّا عن حقٍّ توضِّحه، أو باطلٍ تدحضه، أو حكمةٍ تنشرها، أو نعمةٍ تذكرها.
> أدب الدنيا والدين للماوردي نصرة ذمي مرَّ عامر بن عبد الله (وكان قدوة صالحا) برجل من أعوان السُّلطان، وهو يَجُرُّ ذمِّيًّا، والذِّمِّيُّ يستغيث به، قال: فأقبل على الذِّمِّيِّ، فقال: أدَّيت جزيتك؟ قال: نعم. فأقبل عليه، فقال: ما تريد منه؟ قال: أذهب به يَكْسَح دار الأمير، قال: فأقبل على الذِّمِّيِّ، فقال: تطيب نفسك له بهذا؟ قال: يشغلني عن ضَيْعَتي. قال: دعه. قال: لا أدعه. قال: دعه. قال: لا أدعه. قال: فوضع كساءه، ثمَّ قال: لا تُخْفَر ذمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم وأنا حيٌّ. قال: ثمَّ خَلَّصه منه
> حلية الأولياء لأبي نعيم لـغـة قال الهاشمي: يرى الإمام عبد القاهر الجرجاني، وجمع من المتقدِّمين، أنَّ الفَصَاحة والبَلَاغة والـبَيَان والبَرَاعة ألفاظ مترادفة، لا تتَّصف بها المفردات، وإنَّما يُوصَف بها الكلام بعد تحرِّي معاني النَّحو فيما بين الكَلِم حَسَب الأغراض التي يُصَاغ لها. وقال أبو هلال العسكري في كتاب (الصناعتين): (الفَصَاحة والبَلَاغة ترجعان إلى معنى واحد، وإنْ اختلف أصلهما؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما إنَّما هو الإبانة عن المعنى، والإظهار له. وقال الرَّازي في (نهاية الإيجاز): وأكثر البلغاء لا يكادون يفرِّقون بين الفَصَاحة والبَلَاغة. وقال الجوهري في كتابه (الصحاح): الفَصَاحة هي البَلَاغة
> جواهر البلاغة للهاشمي وقال من يفرق بين الفصاحة والبلاغة أنَّ الفَصَاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبَلَاغة لا تكون إلَّا وصفًا للألفاظ مع المعاني. لا يقال في كلمة واحدة -لا تدل على معنى يَفْضُل عن مثلها- بَلِيغة، وإن قيل فيها أنَّها فَصِيحة. وكلُّ كلام بَلِيغ فَصِيح، وليس كلُّ فَصِيح بَلِيغًا، كالذي يقع فيه الإسْهَاب في غير موضعه
> سر الفصاحة للهاشمي وقال ابن حجة الحموي : البَلَاغة هي أن يبلغ المتكلِّم بعبارته كُنْه مراده، مع إيجاز بلا إخلال، وإطالة من غير إملال. والفَصَاحة خُلُوص الكلام من التَّعقيد. وقيل: البَلَاغة في المعاني، والفَصَاحة في الألفاظ، فيقال: لفظ فَصِيح ومعنى بَلِيغ. والفَصَاحة خاصَّة تقع في المفرد، يقال: كلمة فَصِيحة، ولا يقال: كلمة بَلِيغة، وأنت تريد المفرد، فإنَّه يقال للقصيدة كلمة، كما قالوا: كلمة لبيد. ففَصَاحة المفرد خُلُوصه من تَنَافر الحروف، والفَصَاحة أعمُّ من البَلَاغة؛ لأنَّ الفَصَاحة تكون صِفةٌ للكلمة والكلام، يقال: كلمة فَصِيحة، وكلام فَصِيح. والبَلَاغة لا يُوصف بها إلَّا الكلام، فيقال: كلام بَلِيغ، ولا يقال: كلمة بَلِيغة. واشتركا في وصف المتكلِّم بهما، فيقال: متكلِّم فَصِيح بَلِيغ
> خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>