شهدت كلية الطب والصيدلة بفاس يوم الأربعاء 12 مارس 2014 مناقشة بحث لنيل شهادة الدكتوراه في الطب قدمه الطالب مصطفى إكن، والذي كان بعنوان : “تعريب الأساسي من وحدة الطب النفسي”. وتُعتبر هذه المناقشة حدثا بارزا في كلية الطب بفاس، حيث إنها أول أطروحة تُعد وتُناقش باللغة العربية منذ نشأة الكلية سنة 1999. وقد قال صاحب البحث من خلال عرضه إنه اختار اللغة العربية غيرة منه عليها، ورغبة منه في إبراز أهميتها وقدرتها على أن تكون لغة للعلم والبحث والمعرفة، تماما كما هي لغة للأدب والشعر والنثر. كما أبرز من خلال حديثه أهمية استعمال اللغة العربية في الميدان الطبي بالخصوص لأنها لغة المواطن البسيط، وباستعمالها يستطيع الطبيب أن يتواصل بشكل أفضل مع مرضاه. وقد ضمت لجنة المناقشة نخبة من الأساتذة بكلية الطب بفاس، الغيورين على اللغة العربية، وهم الأستاذ الدكتور مولاي الحسن فارح، رئيس مصلحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني والعميد السابق لكلية الطب بفاس، والأستاذ الدكتور محمد البياز، طبيب متخصص في طب الجهاز النفسي وأحدُ مؤسسي جمعية التواصل الصحي الداعمة لمشروع تعريب العلوم الطبية، والأستاذ الدكتور عبد اللطيف أوديدي، طبيب متخصص في مصلحة الأنف والأذن والحنجرة، و الأستاذ الدكتور سعيد بوجراف، أستاذ الفيزياء الحيوية بكلية الطب بفاس. كما كان من ضمن اللجنة الأستاذ الدكتور إسماعيل رموز، رئيس مصلحة الطب النفسي بمستشفى ابن الحسن، والمشرف على بحث الطالب مصطفى إكن. وقد نوهت اللجنة بمجهود الطالب وهنأته على شجاعته في خوض هاته التجربة الرائدة ليترك بها بصمته البارزة في مجال خدمة اللغة العربية. وأعرب الأستاذ الدكتور مولاي الحسن فارح عن فخره بكونه ضمن لجنة التحكيم في مناقشة هذه الأطروحة، وأبدى رغبته في أن تكون بداية عمل جاد ومتواصل في سبيل الوصول إلى تعريب العلوم، الذي قد يبدو هدفا بعيد المنال، ولكنه ممكن إن تكاثفت الجهود من أجل ذلك، تماما كما حدث في التجربة الفيتنامية والعبرية. وقد حصلت الأطروحة على ميزة مشرف جدا مع تنويه اللجنة، بالإضافة إلى اقتراحها لنيل جائزة أحسن بحث في السنة.
