أكاديمية جهة فاس بولمان تحتضن يوما دراسيا عن التعليم الأصيل تحت شعار : جميعا من أجل إنجاح تجربة التعليم الأصيل


تفعيلا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين واختياراته الوطنية ، وسعيا نحو أجرأة المذكرات الوزارية المنظمة للتعليم الأصيل، وتفعيلا لنتائج الأيام الدراسية واللقاءات التربوية الوطنية والجهوية، وحرصا على الانخراط الفعلي والعملي وتجسيد الاختيارات الاستراتيجية العامة للميثاق الوطني واستكمال مسيرة الأوراش الإصلاحية التي فتحتها وزارة التربية الوطنية للارتقاء بالتعليم الأصيل باعتباره قسيما للتعليم العام ومكونا من مكونات النظام التربوي الوطني، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان، بالتعاون مع لجنة جمعيات العلماء المتابعة لملف التعليم الأصيل (اللجنة الجهوية لجهة فاس بولمان) والمجلس العلمي المحلي لفاس يوما دراسيا عن التعليم الأصيل بجهة أكاديمية فاس بولمان تحت شعار:” جميعا من أجل إنجاح تجربة التعليم الأصيل” بتاريخ : الاثنين 18 ربيع الأول 1435هـ الموافق 20 يناير 2014م بالمركز الجهوي للتكوين المستمر بفاس. وقد جاء اللقاء في سياق تتبع عملية توسيع شبكة التعليم الأصيل وتقويم الحصيلة ودراسة أهم المعيقات التي كانت وراء كثير من التأخرات والتعثرات في إنجاز هذا المخطط، وإرساء مقترحات للعمل في المرحلة المقبلة. وهكذا جاء برنامج هذا اليوم الدراسي متضمنا لما يحقق هذه الأهداف والمقاصد، فقد شملت فقرات اليوم الدراسي ثلاث جلسات: الجلسة الافتتاحية وقد ترأسها نيابة عن السيد مدير الأكاديمية الجهوية السيد محمد الموساوي رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية الذي عبر عن استعداد أكاديمية جهة فاس بولمان بنياباتها ومصالحها للتعاون مع كل الجهات المعنية بملف التعليم الأصيل ومد يد المساعدة بكل ما يحتاجه هذا الاختيار من دعم تربوي وإداري ، أما السيد الوزاني البرداعي الكاتب العام للمجلس العلمي المحلي لفاس فقد أعرب في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن السيد رئيس المجلس العلمي المحلي عن أهمية اللقاء الدراسي وأكد الدعم المادي والمعنوي للتعليم، وأنه يدخل ضمن اهتمامات المجلس العلمي معتبرا أن العلم الشرعي هو المدخل الصحيح للخروج من أزمة القيم وفشل منظومة التعليم العام ببلادنا في النهوض بذلك مؤكدا أنه بالعلم نكون وبغير العلم لن نكون والعلم أساس كل ما يرده الإنسان دنيويا كان ذلك العلم أخرويا. أما كلمة السيد المنسق العام للجنة جمعيات العلماء الوطنية الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي، فقد بين من خلال الوثائق الرسمية قيمة التعليم الأصيل والأهمية التي تراهن عليها بلادنا ضمن اختياراتها الكبرى كما وردت في الميثاق الوطني والمذكرات الوزارية. كما استعرض مراحل تجربة التعليم الأصيل بجهة فاس منذ انطلاقتها سنة 2005 إلى الآن مرورا بمرحلة الانطلاق فالإقلاع فالتراجع والانحسار التي جاء هذا اللقاء لمعالجة مشكلاتها والوقوف على الأسباب الحقيقية ، ووضع خارطة طريق جديدة لتوسيع شبكة التعليم بالجهة وعلى رأس ذلك إعادة الحقوق لأصحابها مستنكرا التراجع الذي حصل في التفريط في المكتسبات ثم دعا إلى أن يكون هذا اللقاء محطة للنهوض الشامل والعاجل بقطاع التعليم الأصيل بالجهة ، ومن جهته بين السيد امحمد الينبعي عن اللجنة المنظمة في كلمته أهمية هذه المحطة في معالجة مختلف الاختلالات الإدارية والتربوية التي أعاقت التقدم في إنجاز شبكة التوسيع والتنمية بالجهة . هذا وقد أجمعت كلمات الجلسة الافتتاحية على أهمية العمل في الانخراط الجاد والمسؤول من قبل جميع الأطراف من الاستجابة للرهانات التي جاء بها الميثاق الوطني واستكمال مسيرة توسيع شبكة التعليم الأصيل بالجهة، والتعاون على معالجة كل الاختلالات ورفع كل التحديات والمعيقات، وجعل اللقاء فرصة للتوبة النصوح، لاستئناف العمل من أجل الإقلاع الشامل والعاجل كما جاء على لسان الدكتور الشاهد البوشيخي المنسق العام للجنة جمعيات العلماء الوطنية. الجلسة العلمية الثانية وتضمنت نشاطين: النشاط الأول عبارة عن عرض موسع وموثق قدمه السيد عبد الرزاق العمراني رئيس قسم التعليم الأصيل بوزارة التربية الوطنية عن مسيرة التعليم الأصيل وما يتعلق به من إصلاحات وآفاق تطويره من خلال استصدار المذكرات الوزارية المنظمة له واللقاءات الوطنية والجهوية، ومن خلال إعداد البرامج والمناهج وتطويرها، ومن خلال الكتب المدرسية، ودورات التكوين المستمر، ومواصلة تكثيف عمليات الدعم الاجتماعي والاستفادة من مختلف أشكال الدعم الوطني (برنامج مليون محفظة، وبرنامج تيسير)، وتوسيع شبكة الشراكة مع مختلف الفاعلين والمتدخلين، وتفعيل دور اللجان المشتركة وطنيا وجهويا.
كما ركز العرض على تشخيص الواقع الحالي للتعليم الأصيل وآفاق تطويره الذي لوحظ فيه تراجع عن تحقيق المكتسبات تجلى ذلك في ثلاثة مظاهر :
أولها إغلاق بعض المؤسسات الابتدائية الخاصة بالتعليم الأصيل.وثانيها إلغاء كثير من الأقسام ببعض المدارس الحاضنة وثالثها تراجع نسبة المسجلين. وقد ركز العرض في هذه الناحية على الوصف والتشخيص دون تجاوز ذلك إلى تعليل الوضعية وتحديد الأسباب التي كانت وراء ذلك.
النشاط الثاني: ورشات عملية: حيث توزع العمل هنا على ثلاث ورشات الغرض منها تدارس المخطط الجهوي لإرساء وتطوير التعليم الأصيل بالجهة خلال المرحلة المقبلة، وعليه فقد شملت خطة التطوير ثلاثة محاور أساسية كبرى: مخطط الإرساء والتطوير على توسيع شبكة مؤسسات التعليم الأصيل بالجهة، ومخطط إرساء التأطير والتطوير المستمر للمدرسين، ومخطط تجاوز المعيقات لتطوير وتنمية التعليم بالجهة، وبعد التدارس والمناقشة خرجت الورشات الثلاث بمقررات والتوصيات تليت في الجلسة الختامية الجلسة الختامية مقررات وتوصيات ومن أبرز ما أوصى به المجتمعون في هذا اللقاء العلمي والتربوي التواصلي ذي الطابع التقويمي والاستشرافي.
> المطالبة بتطبيق وأجرأة المذكرات الصادرة عن الجهات الرسمية وتفعيل توصيات اللقاءات الوطنية والأيام الدراسية، وخاصة المذكر الوزارية رقم 83 في شأن توسيع شبكة التعليم الأصيل.
> تكثيف الجهود لتتميم النظام المتعلق بالتعليم الثانوي التأهيلي وإخراجه إلى حيز الوجود.
> المطالبة باسترجاع القديم الضائع مدارس وأقساما استرجاعا عاجلا غير آجل.
> التنسيق مع قسم الخريطة المدرسة لإنشاء أقسام جديدة في المؤسسات التعليمية التي تشهد كثافة في التسجيلات.
> حيثما وجدت إعدادية بالجهة التي توجد بها مدرسة حاضنة يحتفظ بالقسم لينتقل كاملا إلى الإعدادي.
> إحداث مدارس ابتدائية وإعداديات جديدة رسمية أو حاضنة بالجهة، تتوفر على داخليات للإيواء والإطعام والنقل المدرسي.
> وضع مخطط بكل الجهة لتوسيع التعليم الأصيل وتنميته، ومتابعة تنفيذه عبر لجان مشتركة.
> تفعيل عمل اللجان الوطنية والجهوية من أجل التتبع المستمر والتقويم والتفعيل، وعقد الشراكات مع مختلف المتدخلين، وإشراك جمعيات الآباء والأمهات في الإسهام في الحفاظ على المكتسبات وتنمية الجهة وتأمين مستقبل الأبناء.
> تنظيم أيام تواصلية مع الآباء وأولياء التلاميذ بمختلف الجهات التي تدخل ضمن نطاق التوسع والتوسيع.
> رعاية المتفوقين من التلاميذ، وتنظيم مسابقات جهوية ووطنية مستمرة وشاملة لجميع المواد والتخصصات والأطوار وتكريم المتفوقين.
> عقد شراكة مع مؤسسات مهن التربية والتكوين.
> تنظيم أيام تكوينية لفائدة المدرسين يؤطرها مؤطرون متخصصون في المجال الشرعي والبيداغوجيا والديداكتيك، وطبع مواضيعها وتوزيعها على المعنيين.
> تأليف الكتب المدرسية المتعلقة بدليل المعلم > تنظيم دورات مستمرة في التنشيط التربوي، وتوظيف تكنولوجيا الإعلام في التدريس (مكتبات إلكترونية، دروس على الشاشة العاكسة، أقراص مدمجة.)
> إنشاء موقع على الشابكة خاص بالتعليم الأصيل يعنى بشؤون هذا التعليم تعريفا وتنسيقا وتواصلا.

د. الطيب الوزاني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>