<< من سماحة الإسلام والمسلمين مع أهل الذمة
في خلافة أبي بكر ]، كتب خالد بن الوليد ] في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق -وكانوا من النصارى-: (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنيًّا فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله > كتاب الخراج لأبي يوسف وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: (وانظر من قبلك من أهل الذمة، قد كبرت سنه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه .
> الأموال للقاسم بن سلام
<< حكمة الله تعالى من خلق الناس مختلفين
إِن الله جلّ اسْمه ببليغ حكمته وَعدل قَضَائِهِ جعل النَّاس أصنافا مُخْتَلفين وأطوارا متباينين ليكونوا بالاختلاف مؤتلفين وبالتباين متفقين فيتعاطفوا بالإيثار تَابعا ومتبوعا، ويتساعدوا على التعاون آمرا ومأمورا، كَمَا قَالَ الشَّاعِر : (وبالناس عَاشَ النَّاس قدما وَلم يزل من النَّاس مَرْغُوب إِلَيْهِ وراغب)
> تسهيل النظر وتعجيل الظفر في الـمَلك وسياسة الـمُلك للماوردي البصري الشافعي [364 - 450هـ]
<< خِصَال الْخَيْر
رُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه أَنه قَالَ من جمع سِتّ خِصَال لم يدع للجنة مطلبا وَلَا عَن النَّار مهربا: أَولهَا من عرف الله فأطاعه وَالثَّانيَِة من عرف الشَّيْطَان فَعَصَاهُ وَالثَّالِثَة من عرف الْحق فَاتبعهُ وَالرَّابِعَة من عرف الْبَاطِل فاجتنبه وَالْخَامِسَة من عرف الدُّنْيَا فَأَعْرض عَنْهَا وَالسَّادِسَة من عرف الْجنَّة فطلبها.
> بستان الواعظين ورياض السامعين لابن الجوزي
<< قصة حكيم مع ملك
مر بعض ملوك الفرس على شيخ كبير يغرس شجرة جوز، فقال له: يا هذا أتطمع أن تعيش لتأكل منها؟! فقال: لا، ولكن الدنيا سلمت إلينا عامرة. فندفعها إليهم عامرة. فقال الملك : هذا حكيم أعطوه أربعة آلاف درهم، فقال الشيخ ما أسرع ما أدركت خير هذه الجوزة، فقال الملك : أعطوه أربعة آلاف درهم أخرى، وأمسكوا لسانه، لئلا يتكلم بما يستحق به العطاء.
> سفط الملح وزوج الترح سعد الله بن نصر بن سعيد الحنبلي المعروف بابن الدجاجي (المتوفى: 564هـ)
<< الناس ثلاثة الناس ثلاثة :
رجل، ونصف رجل، ولا شيء، فالرَّجل من اجتمع له أصالة الرأي والشَّجَاعَة، فهذا الرجل الكامل، كما قال أحمد بن الحسين المتنبي : الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء كل مكان ونصف الرجل، وهو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر، والذي هو لا شيء، من عري من الوصفين جميعًا) > الفروسية لابن القيم << من فوائد الصمت قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: فِي الصَّمْتِ سَبَعَةُ آلَافِ خَبَرٍ، وَقَدِ اجْتَمَعَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي سَبْعِ كَلِمَاتٍ، فِي كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا أَلْفٌ. أَوَّلُهَا: أَنَّ الصَّمْتَ عِبَادَةٌ مِنْ غَيْرِ عَنَاءٍ. وَالثَّانِي: زِينَةٌ مِنْ غَيْرِ حُلِيٍّ. وَالثَّالِثُ: هَيْبَةٌ مِنْ غَيْرِ سُلْطَانٍ. وَالرَّابِعُ: حِصْنٌ مِنْ غَيْرِ حَائِطٍ. وَالْخَامِسُ: الِاسْتِغْنَاءُ عَنِ الِاعْتِذَارِ إِلَى أَحَدٍ. وَالسَّادِسُ: رَاحَةُ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ. وَالسَّابِعُ: سَتْرًا لِعُيُوبِهِ.
> تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي(أبي الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم)
<< من وصايا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ النُّعْمَانِ: مَرَّ بِي الرَّكْبُ وَأَوْصَوْنِي، وَإِذَا خَلْفُهُمْ فَتًى شَابٌّ يَنْظُرُ مِمَّا بَيْنَ مَقْدِمِ رِجْلِهِ وَرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى شَيْءٍ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَالَ: قُلْتُ: وَصِّنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ: كُلُّ الْقَوْمِ قَدْ أَوْصَاكَ، قَالَ: قُلْتُ: وَأَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْصِنِي، قَالَ: إِنَّهُ لَا غِنَى بِأَحَدٍ عَنْ حَظِّهِ مِنْ دُنْيَاهُ، وَهُوَ إِلَى نَصِيبِهِ مِنْ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ، فَإِذَا تَنَازَعَكَ أَمْرَانِ أَمْرٌ لِلْآخِرَةِ وَأَمْرٌ لِلدُّنْيَا، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ، فَآثِرْهُ فَإِنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْهِ، فَتَفْطُمُهُ افْتِطَامًا، ثُمَّ تَحْتَرِمُهُ احْتِرامًا، ثُمَّ تَزُولُ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَصَايَا الْقَوْمِ نُسِخَتْ مِنْ صَدْرِي، وَأَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صَدْرِي مَا قَالَ، فَلَمَّا جَاوَزَنِي، قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقِيلَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ “.
> كتاب الزهد لأحمد بن حنبل
<< اجتماع صحة الرأي والشجاعة
قال ابن قيم الجوزية : صحة الرأي لقاح الشَّجَاعَة، فإذا اجتمعا كان النصر والظفر، وإن قعدا فالخذلان والخيبة، وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز، وإن حصلت الشَّجَاعَة بلا رأي فالتَّهور والعطب، والصبر لقاح البصيرة، فإذا اجتمعا فالخير في اجتماعهما. قال الحسن: إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته، فإذا رأيت صابرًا بصيرًا فذاك.
> الفوائد لابن القيم
<< في حسن التدبير
قال الشاعر: دبِّــر العيش بالقـليل ليبقى
فبقـــاء القــليـل بـالتـدبيرِ
لا تبــذرْ وإن ملكتَ كـثــيـرًا
فــزوالُ الكـثـيـر بـالتبــذيرِ
> الشوارد لابن خميس
وقال عبد العزيز الدميري :
اقــتـصـدْ فــي كـــلِّ حــالٍ
واجتـنــبْ شـــحًّا وغــــرما
لا تـكـنْ حُـلـوًا فتـؤكـل
لا ولا مــــــرًّا فـتـرمَى
> طبقات الشافعية لابن السبكي
<< تفسير الفرقان على ثلاثة وجوه
الوجه الأول: الفرقان يعني النصر وذلك قوله في سورة البقرة {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب والفرقان} يعني النصر، فرّق الله بين الحق والباطل، فنصر موسى وأهلك عدوّه. وكقوله في سورة الأَنفال {وَمَآ أَنزَلْنَا على عَبْدِنَا يَوْمَ الفرقان} يعني النَّصر، فرّق بين الحق والباطل، فنصر الله نبيّه وهزم عدوّه. الوجه الثاني: الفرقان يعني المخرج وذلك قوله في سورة البقرة {وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان} يعني المخرج في الدِّين من الشُّبْهةِ، والضَّلالة. وقال في الأَنفال: {يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً} يعني مخرجا في الدِّينِ من الشُّبْهةِ والضَّلالةِ. الوجه الثالث: الفرقان يعني القرآن وذلك قوله: {تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفرقان} يعني القرآن. وفي قول قتادة: وفرقانه: حلاله وحرامه.
> التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه ليحيى بن سلام الإفريقي القيرواني (ت: 200هـ)
<< من سرعة البديهة وحسن الأدب
مرض خاقان، فعاده المعتصم وابنه الفتح إذ ذاك صبي، فقال له المعتصم: داري أحسن أم دار أبيك؟ فقال: ما دام أمير المؤمنين فيها فهي أحسن. وكان في يده خاتم ياقوت أحمر في نهاية الحسن، فقال لرجل : أرأيت أحسن من هذا الخاتم؟ قال: نعم، اليد التي هو فيها.
> المحاضرات والمحاورات لجلال الدين السيوطي (عبد الرحمن بن أبي بكر المتوفى: 911هـ)
<< من حكم أكثم بن صيفي
- من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء،
- أفضل من السؤال ركوب الأهوال
- من حسد الناس بدأ بمضرة نفسه،
- العديم من احتاج إلى لئيم.
- من لم يعتبر فقد خسر.
- ما كل عثرة تقال ولا كل فرصة تنال.
- لا وفاء لمن ليس له حياء.
- من وفى بالعهد فاز بالحمد.
- الموت يدنو والمرء يلهو.
- طول الغضب يورث الوصب.
- من لم يكف أذاه لقي ما ساءه.
- الحر يتقاضى لك من نفسه واللئيم يستحسن تسويفه وحبسه.
- ليس بإنسان من ليس له إخوان.
- أنت مزر بنفسك إن صحبت من هو دونك.
- عليك بالمجاملة لمن لا تدوم له مواصلة.
- ليس من خادن الجهول بذي معقول.
- من جالس الجهال فليستعد لقيل وقال.
- في الأسفار يبدو الاختيار.
- أفسد كلَّ حَسَب من ليس له أدب.
- أفضل الفعال صيانة العرض بالمال.
> سراج الملوك لأبي بكر الطرطوشي( ت 520هـ)
<< الصناعة أبقى من التجارة
وَلما كَانَ النَّاس فِي بَاب الْمَعيشَة صنفين صنفا مكفيا سَعْيه برزق مهنأ سَبَب لَهُ من وراثة أَو جناه، وَصِنْفًا مُحْوجا فِيهِ إِلَى الْكسْب، أُلْهم هَذَا الصِّنْف التَّسَبُّب إِلَى الأقوات بالتجارات والصناعات وَكَانَت الصناعات أوثق وَأبقى من التِّجَارَات. لِأَن التِّجَارَة تكون بِالْمَالِ وَالْمَال وشيك الفناء وعتيد الْآفَات كثير الجوائح
> كتاب السياسة لابن سينا .