هذا الملتقى القرآني هدية لروح الداعية الـمفضل فلواتي رحمه الله تعالى


392 هذا الملتقى القرآني هدية لروح الداعية  الـمفضل فلواتي رحمه الله تعالى

ذ.  عبد الحي عمور

رئيس المجلس العلمي المحلي لفاس

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الخالق للإنسان، والمتكلم بالقرآن والمنعم على عباده بالإيمان. والصلاة والسلام الأتمان، الأكملان على نبي الهدى والرحمة والغفران سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير من تلا القرآن وعلم البيان وجاهد به وتعبد بتلاوته وعلى آله وصحبه الكرام.

السادة العلماء الأجلاء، الأساتذة الكرام، القراء الفضلاء

أيتها الحافظات لكتاب الله العزيز، المحفظات لآيه البينات، يا أهل القرآن أهل الله وخاصته، وأصفيائه، يا حفظة سره المخزون في الصدور الذي استنارت بهديه العقول وخشعت لتلاوته القلوب ودمعت لهديه العيون. يا من تحقق فيكن قوله تعالى : ((من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)) يا من تتلون القرآن في رحاب المساجد تحفظونه النساء والصبيان، ويا من أصبحت مساجد الله وجنباتها وحيطانها وفضاءاتها تهفو لسماع القرآن من أفواهكن وتنتشى بتلاوتكن، حياكن الله وبياكن وأتابكن وشكر لكن سبحانه في الأرض والسماء مسعاكن.

ها نحن في رحاب المجلس العلمي لفاس نحن الذين نقدر جهودكن ونعرف حق المعرفة مساعيكن ووقفنا على الآثار الطيبة لعملكن، وتحدثت الناشئة والنساء بفضلكن، ها نحن نستضيفكن، حيث يلتئم جمعنا المبارك هذا بكن، اعترافا بعطائكن المأجور، وجهدكن المشكور، وقد درجنا على عقد مثل هذه اللقاءات مع القائمين والقائمات على الشأن الديني، ممن يربي الأجيال ويعلم الأطفال والشباب والنساء وليس كالقرآن مرب وهاد ومرشد لكل الناس إذ القرآن هو الذي يصنع الإنسان ويربيه ويجعل منه المسلم الذي يرضى عنه الديان إذا حفظه وتدبــــــره

وفهم معانيه إذ القرآن ليس بألفاظ وحروف فحسب ولكنه أيضا روح ومعاني وقيم والحفظ إذا كان يغرس في القلب الإيمان، ويرسخه فإن الفهم الصحيح يزيد الحافظ قوة في إيمان ويفتح له كنوز القرآن وأسرار البيان.

ومن هنا نؤكد على استمرار الحفظ مع الفهم والتدبر في آيات القرآن وإدراك معانيه حسب مستويات المتلقين والأعمار فلقد يسر الله تعالى فهمه وتدبره كما قال سبحانه:”ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر” إذ القرآن معظمه واضح وبين وظاهر كما قال ابن عباس رضي الله عنه فلنفتح العقول بتدبره كما رطبنا الألسن بتلاوته وحفظته الصدور بقراءته فإن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق وهو القرآن، القرآن ربيع قلب المؤمن وتزكية للنفس وعلم وتعليم وتربية وتدريب وسلوك وتهذيب ولا سبيل إلى ذلك إلا بالحفظ والبيان والاستظهار والعرفان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وقوله أيضا:”كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض”.

أيتها الحافظات المعلمات المربيات

إننا إذ نجدد الترحاب بكن في رحاب المجلس نستحضر في هذا الملتقى أحد الشيوخ القراء الحفاظ من حملة القرآن وحملة العلم من كان بيته مدرسة قرآنية ومآدب بيانية إنه الداعية الإسلامي الملتزم فكرا وسلوكا وعملا المرحوم المفضل فلواتي الذي نهدي لروحه هذا الملتقى القرآني رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان.

والسلام عليكن ورحمة منه تعالى وبركاته.

 

 

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>