إنما النصر صبر ساعة…….
…علمنا ديننا الحنيف أن نستبشر و نبشر الناس بالخير مهما ادلهمت الظروف و اشتد سواد الليل و أستأسد الظلم و استشرى الفساد….. علمنا ديننا أن نبقي جذوة الأمل في قلوبنا ونزرعها بين الناس….لأن اليأس موت وكفر وتكذيب لموعود الله لهذه الأمة بالنصر والتمكين {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}.
….علمنا حبيبنا و قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبصر النور في لجج الظلام و نتلمس الخلاص والتمكين عندما يشتد البلاء ويستحكم القهر، فقد غضب صلى الله عليه وسلم لما اشتكى له الخباب قهر الكفار وبطشهم …طلب منه الدعاء لهم بالنصر فقط لا غير، فلماذا غضب رسول الله(ص) إذن ؟ …لأنه اشتم من شكوى الخباب رائحة اليأس والاستعجال وهما أمران غير مسموح بهما لكل مؤمن في أي مكان أو زمان…فاليأس قرن في كتاب الله تعالى بالكفر وبالفسوق وبأشياء أخرى…. فالأمل دائما يبزغ من طيات الألم والفجر يولد عندما يشتد الظلام واسألوا (الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع). فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد سراقة ابن مالك بسواري كسرى وهو مطارد في الصحاري في طريقه إلى المدينة….يبشر صحابته الكرام بفتح قصور كسرى بالمدائن… وهم منهمكون في حفر الخندق يتضورون جوعا وعطشا ولا يستطيع الواحد منهم الذهاب للخلاء من شدة البرد والخوف {حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله….ألا إن نصر الله قريب}.
…أسوق هذه المقدمة لأذكر بعض مبشرات الانفراج في ظلمة الانقلاب العسكري في مصر * ذكر كبير المحللين العسكريين المصريين صفوت الزيات منذ أيام على قناة الجزيرة بأن الخناق بدأ يضيق على السيسي و قد بدأ بالفعل مشاورات مع قادة أمريكيين لضمان أمنه الشخصي بعد التوصل إلى حل مع مؤيدي الشرعية بعد أن تأكد لأمريكا والغرب أن الانقلاب قد فشل بالفعل.
* عصام سلطان -نائب رئيس حزب الوسط-يبعث برسالة من محبسه الانفرادي عن طريق عمر عبد الهادي – عضو جبهة الضمير- يقول :”عرضوا علينا خروج المرشد ومرسي وجميع المعتقلين الإسلاميين وصرف تعويضات لأهالي الشهداء وإعادة الأموال المصادرة للجماعة ….كل ده مقابل اعتراف الإخوان بالانقلاب. واحنا بنقول لا بديل عن الشرعية حتى و إن قتلنا جميعا ”
* تسريبات شبكة رصد المتلاحقة بدأت تقض مضجع قائد الانقلاب وتفضح حقيقته على رؤوس الأشهاد محليا ودوليا. بحيث بدأ مؤيدوه ينفضون من حوله بعدما سمعوا كيف يتحدث عن الذين ساندوه في جميع خطواته : سخر من حمدين صباحي ووصفه بالسكرجي الذي نقل خبرا كاذبا عنه مفاده أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية حتى يخلوا له الجو لوحده. هاجم حليفه أبا الفتوح ووصفه بالإخواني المتطرف، كما تهكم على قيادات حزب النور وتوعدهم بالاعتقال والسجون إن هم تجاوزوا حدودهم.
* بدأت تظهر انقسامات بين الجيش و الشرطة مباشرة بعد التسريب الأخير ل”رصد ” يلقي فيه السيسي بالمسؤولية على الشرطة في قتل المتظاهرين في أحداث الحرس الجمهوري، مباشرة بعد ذلك سربت الداخلية فيديو يثبت بأن ضابطا في الجيش هو من قام بتفجير موكب وزير الداخلية.
* العقيد عمر عفيفي اللاجئ في أمريكا يهدد بنشر فيديوهات و وثائق فاضحة للفريق السيسي.
…. أخيرا أختتم كلامي بمقولة مأثورة عن الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى :”هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروته، و يبلغ فيها الحق أقصى محنته …في هذه الساعة الشديدة…نقطة التحول”.