بِنَبْضِ القلب تاريخ العتمة


391 بِنَبْضِ القلب تاريخ العتمة

ذ. أحمد الأشـهـب

 

في كتاب جديد للباحث المصري وليد فكري(*) يصف التاريخ العربي بأنه ذلك “الرجل البركة” الذي يكتفي أهله وجيرانه بوضع مقعد له في الظل ويتبادلون قصصه وعجائبه على سبيل التسلية، وهكذا يظل هذا التاريخ حبيس ظل أشبه بالعتمة، غارقا في الأكاديمية المفرطة والباردة، والخالية من المشاعر، حيث يصعب على الطلاب والباحثين الاقتراب منه، نظرا لكون جبابرة التاريخ (الأكاديميون) يعتبرون أن كل من شذ عما رسموه وقرروه ما هو إلا حشو خارج عن السياق الأكاديمي والبحث العلمي الرصين، ولقد تم إهمال التاريخ الشعبي الملتصق بالناس، لصالح تاريخ القدر/الحاكم، وأصبح المؤرخ الرسمي نصابا باسم الأنظمة التي تريد أن توطد حكمها الاستبدادي عن طريق مناهج الدراسة، ونتيجة ذلك تحولت مادة التاريخ في المدرسة العربية إلى سجن للعقل والوعي معا، وأضحى التاريخ كلاما إنشائيا يفتقر إلى التحليل والتقييم الموضوعي -انتهى كلام وليد فكري-.

إن التاريخ العربي لاسيما بعد ربيع الشعوب العربية في حاجة إلى إعادة كتابته وصياغة مناهجه وطرق تدريسه، ومحو ما لصق به من تدليس وتهريب للحقائق، وذلك باعتماد المكون الشعبي والبحث الميداني كآلية من آليات توطيد الأخبار والأحداث.

وحتى نكون موضوعيين، فليس كل ما كتب عن التاريخ العربي يجب أن يلقى به في مدارج النسيان، بل لابد من التمييز بين الغث والسمين، وإعطاء الفرصة للباحثين الشباب لينقبوا في تاريخ الشعوب التي هي صانعة التاريخ.

—–

(*) وليد فكري -كتاب تاريخ في الظل، الناشر الرواق للنشر والتوزيع القاهرة طبعة أولى 2012، نقلا عن موقع الجزيرة.نت.

 

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>