1- أضحيتهم… !
لا يدري كيف انفلت منه خروفه الأقرن الأملح لحظة الذبح.. هرول وأبناؤه والجيران وراء الخروف.. لكنهم لم يستطيعوا القبض عليه.. انحدر يركض في عقبة واتجه بعيدا.. سار في دروب ضيقة واقتحم دارا متواضعة.. طرق صاحبه الباب.. هب الأطفال صائحين: ” أمي، ها خروفنا قد وصل…!”
اندهشت الأم ..نظرت إليهم شزرا.. لكنهم تشبثوا به باكين: “ألم تقولي لنا منذ عامين إن خروفنا مازال صغيرا، وحين يكبر سيأتي .. كل الجيران يذبحون الأضاحي إلا نحن…؟!”
قاطعتهم أمهم: “ألم أشتر لكم كيلو لحما..؟ ! كل يوم إن شاء الله سأشوي لكم بعضا منه…!”
علا بكاؤهم محتجين: ” لكننا لم نأكل لحما منذ العام الماضي.. حين اشتريت لنا ايا أمي قليلا من اللحم في عيد الأضحى.. !”
استحيا الرجل وقال في نفسه: “يا للعار صغاري متخمون باللحم وهؤلاء اليتامى لم يأكلوه منذ عام..!”
كفكف دمعه.. ذبح أضحيته.. وقال لهم: “يا أبنائي أمكم تمزح معكم.. هذا رزقكم بعثه إليكم الله عز وجل.. هذا خروفكم.. ألم يقتحم عليكم الدار؟!”
انهمك هو وأبناؤه وجيرانه في سلخه وسط فرحة أولئك الأيتام.. وصار يذبح لهم خروفا كل عيد أضحى قبل أن يذبح خروفه.. بل وتكفل بهم طيلة العام..!