…مجرد رأي


عندما تخترق الجيوش…….

… مخطئ من يظن أن ما يحدث من مجازر في مصر من قبل أصحاب الأحذية الثقيلة ضد شعبهم الأعزل هو صراع على السلطة أو عودة إلى حكم العسكر ، فلا السيسي ولا العسكر يريدون السلطة ولا يستطيعون الحصول عليها أولا لنفور الشعب المصري بكافة اطيافه منهم ومن أعمالهم الإجرامية، وثانيا  لفقدانهم الشرعية الدولية، فلم تعترف بهم سوى خمس دول على رأسها إسرائيل …. فالسيسي لا يكاد يسيطر على مجريات الأمور بشكل كامل كما كان في بداية الانقلاب فالعقد ينفرط من بين يديه مع مرور الأيام وتصاعد الاحتجاجات والأزمات في البلاد. فيبدو أن الرجل قد سلم نفسه تسليما كاملا لمن خطط للانقلاب منذ البداية. يأخذ التعليمات وينفذ فقط ما يملى عليه بكرة وعشيا من قادة المخابرات الإسرائيلية بتنسيق شبه كامل مع قادة بعض دول الشرق الأوسط الذي أرادته أمريكا جديدا وكبيرا على مقاس إسرائيل . والمشروع إياه قامت بتنفيذ بنوده على أرض الواقع كل من  (أول برايت)ـ وزيرة خارجة امريكا في عهد بوش الابن ـ  ثم تلتها (كونداليسا ) عبر نظرية الفوضى الخلاقة. أما الهدف فهو تشكيل شرق أوسط جديد وكبير يضم إسرائيل وتكون هي المتحكمة والمتفوقة فيه في جميع المجالات  خاصة الحربية منها.

..  لن يتأتى ذلك طبعا إلا من خلال تفكيك وخلخلة جميع جيوش المنطقة المتفوقة .عبر محاولة اختراقها . وهكذا تم اختراق  وتفكيك الجيش العراقي واليمني ويتم  حاليا تفكيك الجيش السوري عبر استهلاكه في حرب أهلية طائفية قذرة، و نفس الشيء تقريبا يراد بالجيش المصري الذي دفعوه دفعا إلى أتون حرب قذرة ومجازر نتنة ضد أبناء شعبه الأعزل. بعد أن سرقوا ثورته المبتورة واختطفوا رئيسه الشرعي واعتقلوا قادته الشرفاء وداسوا على من تبقى منهم بأحذيتهم الثقيلة . فأمر اختراق الجيوش العربية  لم يعد سرا فقد أعلن المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون في مناسبات عدة بأنهم مخترقون لكافة المؤسسات المصرية بنسبة مئة في المئة….

وجبت الإشارة في هذا الصدد إلى أن مشروع الشرق الأوسط هذا لم يأت بين عشية وضحاها وإنما  تطلب من الإدارة الأمريكية جهدا ووقتا وموارد مادية وبشرية ضخمة كلها خرجت  على  شكل دراسات  استراتيجية جادة  آخرها دراسات معهد كارينجي للسلام في الشرق الأوسط…فما دام الأمر بهذا الحجم والدراسة والتخطيط  فالعملية متحكم فيها بشكل جيد في جميع مراحل تنفيذها وبالتالي فلا يهم من يحكم زيد أم عمرو فلكل خطة للتعامل معه…. و ما دام القادة الأمريكيون والإسرائيليون يفتخرون بأنهم يخترقون جميع المؤسسات المصرية فما بالكم بأهم مؤسسة وأخطرها : مؤسسة السيسي لرئاسة الجمهورية التي يتولاها رئيس صوري لا يعرف أزيد من نصف المصريين اسمه على وجه التحديد.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>