مجرد رأي


 

أغرب انقلاب…!!

 

…إن الانقلاب الذي وقع في مصر في الثالث من يوليوالماضي ليعد بحق أغرب انقلاب عسكري عرفته البشرية منذ آدم عليه السلام إلى يوم الناس هذا. أوجه الغرابة كثيرة أكتفي منها بما يلي :

1- قائد الانقلاب ينقلب على رئيسه الشرعي الذي رقاه قبل ذلك حتى يصبح قانونيا أهلا للمنصب الذي عين فيه (بالعربي عض اليد الذي امتدت وأحسنت إليه).

2- قائد الانقلاب يطلب تفويضا مغشوشا من الشعب تماما كما طلب فرعون تفويضا من مساعديه وحاشيته لقتل موسى (ذروني اقتل موسى وليدع ربه، إني أخاف أن يظهر في الارض الفساد).

3- قائد الانقلاب يتجاوز منطوق التفويض الذي لم يطالب بعزل الرئيس وإنما ب”مواجهة الإرهاب والعنف” حسب تعريفاتهم طبعا.

4- خلف الانقلاب من الدماء والأشلاء والمجازر ما تشيب لهوله الولدان : سقط في مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة السلميين ما يقارب 3000 شهيد في بضع ساعات من صبيحة الاربعاء الاسود. تلا ذلك حرق جثث المصابين والقتلى في مستشفى الميدان بمسجد رابعة العدوية لطمس الدلائل. وللمقارنة فقط , تصوروا أن مواجهات احداث انتفاضة أطفال الحجارة في فلسطين خلفت سقوط 1300 شهيدا و900 قتيلا في صفوف العدو على مدى اربع سنوات؟؟؟! مع أن المواجهات لم تكن سلمية كما هوالشأن في حالة فض الاعتصامين.

5- أعلن عن الانقلاب في اجواء روحانية تذكرك بانطلاقة الحروب الصليبية، إذ حضر الإعلان إلى جانب الانقلابيين من الجيش، كل من البابا تواضروس وشيخ الأزهر   والبرادعي ممثلا لجبهة الإنقاذ والتيار العلماني عامة وممثلا عن حزب “النور” المصنف إسلاميا ولفيف من المنافقين والثورجيين .

6- ولازالت قوائم الشهداء والجرحى والمعتقلين في ارتفاع الى وقتنا هذا لتصل حسب بعض المصادر المقربة إلى 6000 شهيد و20000 جريح ومثلهم من المعتقلين والمختطفين.

7- تم إغلاق 17 قناة إسلامية في غضون نصف ساعة مع ما صاحب ذلك من تصوير حي لاعتقال المذيعين والعاملين وحتى ضيوف هذه القنوات بشكل مهين لكرامتهم ومنهم العلماء كبار في السن والمفكرون وقامات في الفكر والدعوة والإعلام.

أما طريقة التعامل فتنم عن حقد دفين وكره شديد لما تمثله هذه القنوات وهؤلاء العلماء وما تبثه من خير وعلم وفضيلة بين أبناء الأمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أما الوجه الآخر لغرابة الانقلاب هو أن جميع المطالب التي كانت ترفع أيام الرئيس مرسي وجميع المشاكل حلت صبيحة الانقلاب مباشرة :

1- فما عادت هناك انقطاعات لا في الكهرباء ولا في الماء وحلت أزمة الصولار والبنزين فأصبحا متوفرين بوفرة في جميع محطات التوزيع.

2- اختفت مظاهر الفوضى ومعها اختفى جميع البلطجية .

3- اختفى الضباط الملتحون فجأة. منهم من حلق لحيته وعاد الى وظيفته في مباحث أمن الدولة، ومنهم من عاد الى قواعده بحزب النور “السلفي” بعدما أدى وظيفته في إحراج الرئيس مرسي. وإثنان منهما فقط سقطا في فض اعتصامي رابعة والنهضة.

4- عاد المستشار أحمد الزند الى نقابة القضاة يتفقد الشاي والسكر وينظم الرحلات للقضاة بعدما أقحمهم في اتون الصراعات السياسية من أجل إفشال حكم مرسي.

5- خرست جميع أصوات المهرجين والأراجوزات التي كانت تملأ القنوات الخاصة سخرية من الرئيس مرسي وتهكما برموز التيار الإسلامي من العلماء والدعاة الأفاضل. فعاد باسم يوسف الى عيادته بعد فصله من قناة (أون تي في)، وخنس الآخرون الى جحورهم. ولما يتجلى الصباح ستسكت الرويبضة عن الكلام المباح.

ووقتها سيرى الجميع إذا انجلى الغبار أفرسا كانوا يركبون أم حماراً…!!

 

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>