نافذة على التراث


-جاء رجل إلى ثمامة بن أشرس فطلب أن يسلفه ويؤخره ، فقال له : هذه حاجتان ، فأنا أقضي لك إحداهما.

قال : قد رضيت.

قال : فأنا أؤخرك ما شئت ولا أسلفك

موسوعة قصص وطرائف ونوادر العرب

 

- قصة الخليفة الحكيم

كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه معروفا بالحكمة والرفق.وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:

يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.

فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.

فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن على سياسة أبيه، وعلم أن رفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.

-أدب الجليس

قال سعيد بن العاص رحمه الله تعالى: لجليسي عليَّ ثلاث خصال: إذا دنا رحبت به، وإذا جلقس وسعت له، وإذا حدث أقبلت عليه.

وقال شاعر:

لنا جلساء ما تمل حديثهم

ألباء مؤملون غيباً ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى

وعقلاً وتأديباً ورأياً مسددا

بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة

ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا

 

-حكمة الله تعالى من الا ختلاف

عن الجاحظ أنه قال: “إن الله تعالى إنما خالف بين طبائع الناس ليوفق بينهم في مصالحهم، ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة أو التجارة والفلاحة، وفي ذلك ذهاب المعاش وبطلان المصلحة، والله تعالى أراد أن يجعل الاختلاف سبباً للائتلاف”.

“التذكرة الحمدونية” لابن حمدون

 

-مراعاة المصالح والمفاسد روح الشريعة

من مارس الشريعة وفهم مقاصد الكتاب والسنة علم أن جميع ما ُمر به لجلب مصلحة أو مصالح أو لدرء مفسدة أو مفاسد أو للأمرين، وأن جميع ما نهي عنه إنما نهي عنه لدفع مفسدة أو مفاسد أو جلب مصلحة أو مصالح أو للأمرين.

الفوائد في اختصار المقاصد للعز بن عبد السلام

-مدار السياسة

قال ابن عبد ربه: قالت الحكماء: مما يجب على السلطان العدل في ظاهر أفعاله لإقامة أمر سلطانه، وفي باطن ضميره لإقامة أمر دينه؛ فإذا فسدت السياسة ذهب السلطان. ومدار السياسة كلها على العدل والإنصاف، لا يقوم سلطان لأهل الكفر والإيمان إلا بهما ولا يدور إلا عليهما، مع ترتيب الأمور مراتبها وإنزالها منازلها.

العقد الفريد لابن عبد ربه

-حجج الـمجـادلين كآنية زجاج

قال ابن الرومي:

لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم

حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ(1)

وُهُنٌ(2) كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ

فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ

فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه

ولوَهيه(3)، والآسرُ المأسورُ

زهر الآداب للقيرواني

(1) الجور : الميل عن القصد    (2) وُهُن ج وا هن(ة) : ضعيف.

(3) الوهي: الضعف والحمق

- في الوفاء

قال ابن حزم: إنَّ من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق… الوفاء؛ وإنَّه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر، وهو يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات… وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له، وهذا فرض لازم وحق واجب… لا يحول عنه إلا خبيث المحتد، لا خلاق له ولا خير عنده.

طوق الحمامة بتصرف

- مصادر المعرفة وطرقها

العلوم ثلاثة أقسام : منها ما لا يعلم إلا بالعقل، ومنها ما لا يعلم إلا بالسمع، ومنها ما يعلم بالسمع والعقل

وهذا التقسيم حق في الجملة فإن من الأمور الغائبة عن حس الإنسان ما لا يمكن معرفته بالعقل بل لا يعرف إلا بالخبر

وطرق العلم ثلاثة : الحس والعقل والمركب منهما كالخبر، فمن الأمور ما لا يمكن علمه إلا بالخبر كما يعلمه كل شخص بأخبار الصادقين كالخبر المتواتر وما يعلم بخبر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية

-الصداقة والأصدقاء

قال الإمام الشافعي

إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلفـا

فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسفـا

ففي الناس إبدال وفي الترك راحة

وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فمـا كل من تهـواه يهـواك قلبـه

ولا كـل من صافيتـه لك قد صفـا

إذا لـم يكـن صفـو الوداد طبيعـة

فلا خيـر في خـل يجـيء تكلفـا

ولا خيـر فـي خـل يخـون خليلـه

ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا

وينكـر عيشـاَ قـد تقـادم عهـده

ويظهـر سـرا كـان بالأمس قد خفـا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها

صديق صدوق صادق الوعد منصفا

- الرزية الكبرى

قال الشاعر

“لعمرك ما الرزية فقد مال     ولا شاة تموت ولا بعير

ولكــن الــرزية فقـد فـــــــذ      يموت بموته خلق كثير ُ

- الشافعي وورقة التوت

- ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.

ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.

فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: “ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟!”.

إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!

- في توافق العقل والشرع

قال أبو حامد الغزالي:”لا يتصور أن يشمل السمع على قاطع مخالف للعقول”

-وصية أعرابية لولدها

- أوصت أعرابية ابنًا لها، فقالت: يا بني، اِعلم أنَّه من اعتقد الوفاء والسخاء، فقد استجاد الحلة بربطتها وسربالها، وإياك والنمائم؛ فإنها تنبت السخائم، وتفرق بين المحبين، وتحسي أهلها الأَمَرَّين.

- ربيع الأبرار للزمخشري 5/299

- من وصايا لقمان

قال لقمان: يا بنيَّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المِراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم.

مكارم الأخلاق للخرائطي

- امتزاج الخير والشر

قال الجاحظ:”اِعلم أن المصلحة في أمر ابتداء الدنيا إلى انقضاء مدتها، امتزاج الخير بالشر، والضار بالنافع والمكروه بالسار، والضعة بالرفعة، والكثرة بالقلة. ولو كان الشر صرفاً هلك الخلق، أو كان الخير محضاً سقطت المحنة، وتقطعت أسباب الفكرة. ومع عدم الفكرة يكون عدم الحكمة. ومتى ذهب التخيير ذهب التمييز، ولم يكن للعالم تثبت وتوقف وتعلم، ولم يكن علم، ولا يعرف باب التبيين، ولا دفع مضرة ولا اجتلاب منفعة ولا صبر على مكروه ولا شكر على محبوب ولا تفاضل في بيان، ولا تنافس في درجة، وبطلت فرحة الظفر وعز الغلبة. ولم يكن على  ظهرها محق يجد عز الحق ومبطل يجد ذلة الباطل، وموقن يجد برد اليقين، وشاك يجد نقص الحيرة وكرب الوجوم. ولم تكن للنفوس آمال، ولم تتشعبها الأطماع، ومن لم يعرف الطمع لم يعرف اليأس، ومن جهل اليأس جهل الأمن… فسبحان من جعل منافعها نعمة ومضارها ترجع إلى أعظم المنافع. وقسمها بين ملذ ومؤلم، وبين مؤنس وموحش، وبين صغير حقير، وجليل كبير. وبين عدو يرصدك وبين عقل يحرسك، وبين مسالم يمنعك وبين معين يعضدك. وجعل في الجميع تمام المصلحة، وباجتماعها تتم النعمة، وفي بطلان واحد منها بطلان الجميع قياساً قائماً وبرهاناً واضحاً”.

الحيوان للجاحظ

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>