كلمة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري
المدير العام لمركز تفسير للدراسات القرآنية والمشرف على كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود
ألقاها بالنيابة عنه الدكتور حاتم القرشي
الحمد لله حمد الشاكرين الذاكرين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
فأيها الحفل الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنها لفرصة مباركة أن نجتمع في هذه البلدة الطيبة، من أجل خدمة القرآن الكريم وتدارس علومه، سعيا للارتقاء بهذا العلم وأهله في جميع الجوانب المعرفية والتقنية وغيرها. وإننا في مركز تفسير للدراسات القرآنية وفي كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود سعداء بالتعاون الجاد المثمر الذي ينتفع به الباحثون المتخصصون في الدراسات القرآنية بفروعها في كل مكان، ونشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذا الميدان العلمي الشريف.
إننا أيها الحفل الكريم ، في حاجة مستمرة للتعاون والتكامل فيما بيننا، كمؤسسات متخصصة في القرآن وعلومه، وكأفراد، ونشعر بإقبال كبير من الأمة أفرادا ومؤسسات للتعاون في سبيل نجاح المشروعات التي تخدم القرآن الكريم، ولا بد لنا كقادة لهذه المؤسسات القرآنية أن نبادر إلى مد الجسور فيما بيننا، والتنازل لبعضنا من أجل قيام هذه النهضة القرآنية في عالمنا الإسلامي الكبير. وأحسب أن الأجيال الإسلامية الواعدة ستقطف ثمار هذا التعاون معرفة وعلما وتطورا نوعيا في سبيل الارتقاء بعلوم القرآن وتحرير مسائلها، واستثمار الفرص المتاحة حاليا ومستقبلا لتطويعها لخدمة القرآن الكريم.
إن الباحثين والباحثات في القرآن الكريم وعلومه حول العالم يتطلعون لثمار جهود هذه المؤتمرات والمؤسسات والمشاريع القرآنية، ويرغبون في المشاركة، ويسارعون للبذل بما يقدرون عليه من تأهيل علمي وتقني وإداري لنجاح هذه المشروعات والمؤسسات، ونرجو أن نكون بمثل هذا التعاون فيما بيننا قد تجاوزنا مرحلة التنظير التي مللنا منها إلى مرحلة العمل المثمر الجاد، بل إن الأمر في خدمة القرآن له خصوصية كبيرة وذلك برغبة كل مسلم في المشاركة المثمرة في خدمة القرآن، فلا نستثني أحدا من فتح باب التعاون في سبيل نجاح مشروعاتنا القرآنية ما دمنا نطمح إلى عولمة هذ ه العلوم القرآنية، فنحن أهل العولمة الحقيقية التي جاء ديننا بها قبل كل الشرائع والثقافات عندما جاء ديننا عالميا في نبيه وكتابه ودعوته. {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}.
نسأل الله أن يكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق، وأن يحقق لمؤتمرنا هذا أهدافه وأن يبارك في هذا الحضور المتنوع من كل مكان، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.