العدد 400 __ د. محمد حسان الطيان(*)
من شروط التحقيق في فن القراءات
أولا: القراءة الصحيحة:
لما كان القصد من التحقيق إخراج نص أقرب إلى السلامة وإلى ما وضعه عليه صاحبه= كانت أولى خطوات التحقيق القراءة الصحيحة السليمة، فمن سلمت قراءته سلم تحقيقه.
ولا بد لهذه القراءة من تضافر أمور ترقى بها إلى السلامة وتوصلها إلى الصحة، أوجزها فيما يأتي:
1- الاطلاع الواسع على كتب القراءات:ويحتاج ذلك إلى نبذة عن تاريخ التأليف في هذا العلم وأشهر ما ألف فيه.
على أن أنفع كتاب للمحققين في القراءات -فيما أعلم- معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف الخطيب في أحد عشر جزءا، وهو معجم جمع فأوعى، إذ استوعب كل القراءات القرآنية، صحيحها وشاذها، منسوقةً على ترتيبها في المصحف، ومخرجةً من كتب القراءات والتفسير والنحو والصرف والشواذ وإعراب القرآن والمعجمات.
2- الاطلاع على كتب المؤلف الذي يُحقق نصه، ولاسيما كتبه التي صنفها في فن القراءات: لأن كتب المصنف تكشف الكثير من غوامض النص، وتقيم منآده، وتكمل ناقصه، وتعين على سلامة تحقيقه.
3- الاطلاع على كل ما ألف حول النص الذي يحققه: من شروح وحواش وتعليقات ومنظومات واختصارات… لأن كل ذلك يعين على إقامة النص، وفهمه، ويجنب من الوقوع في أخطاء فادحة.
4- الاستعانة بكتب الفنون المساعدة: ثمة أنواع من الكتب لا يمكن لمحقق في القراءات القرآنية أن يستغني عنها، وفيما يأتي أهمها:
أ- كتب التراجم: ومفتاحها الأول كتاب الأعلام للزركلي، على أن لتراجم القراء كتبا مختصة بهم وأشهرها كتابان هما: “معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار”، للذهبي (748 هـ)، و”غاية النهاية في طبقات القراء”، ابن الجزري (833 هـ)
ب- كتب الرسم والتنقيط وما شاكلها: وهي التي تعنى ببيان رسم المصحف، وكذا ما يعنى ببيان الوقف والابتداء.
ج- كتب الفهارس: وهي التي تعين على تخريج الآيات القرآنية، وما اشتملت عليه من كلمات وأدوات وحروف.
د- كتب العلوم الرديفة: وأعني بها كل علم خدم علم القراءات القرآنية كعلوم القرآن المختلفة وخصوصا علم التفسير، والتجويد، وإعراب القرآن، ومشكل القرآن، والنحو، والصرف، ومصطلحات العلوم…
5- صحبة المعجمات التي تضبط اللفظ وتشرح المعنى وتجلو القصد.
——-
(*) رئيس مقررات اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة – الكويت.