العدد 400 __ إعداد : د. الطيب الوزاني
انطلقت يوم الخميس -01 جمادى الثانية 1434هـ/ الموافق لـ11 أبريل 2013م بقصر المؤتمرات بمدينة فاس وعلى مدى ثلاثة أيام متتابعة- أشغال المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في القرآن الكريم وعلومه في موضوع :” آفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات الإسلامية”، من تنظيم مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) وشركائها في البحث العلمي والدراسات الإسلامية خاصة الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب ومعهد الدراسات المصطلحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ومركز تفسير للدراسات القرآنية، وكرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود من المملكة العربية السعودية
وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر القرآني الهام شاركت فيه نخبة من المفكرين والمتخصصين في الدراسات النصية والمصطلحية للقرآن الكريم وعلومه قصدوا هذا المؤتمر من المغرب وتونس ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر وسوريا وتركيا. فما هو سياق المؤتمر ورهاناته؟ وماهي أهم الاشكالات الموجهة لمضامينه؟ وما هي مضامين محاوره وعروضه؟ وأخيرا ما هو المتحقق وما هو المأمول إنجازه في هذا المؤتمر؟
أولا: إشكالات المؤتمر ومعضلاته:
جاء هذا المؤتمر وهو يحمل بين جناحيه عددا من الإشكالات الإصلاحية الكبرى والهموم العلمية والمنهجية في مجال خدمة الدراسات القرآنية والتراثية، وفي مجال البحث عن سبل التأسيس السليم للنهضة المنشودة للأمة، وعلى رأس هذه الإشكالات :
من أين يبدأ في التأسيس الجاد والرصين للنهضة الراشدة والواعدة بعد هذه الكبوات و الانحرافات الطارفة والتليدة في سائر المجالات؟ هل من الضروري في البعثة الجديدة للأمة من العودة للتراث؟ وكيف تكون هذه العودة؟ وعلى أي أساس؟ وبأي هدف وغاية؟ وبأي منهج؟ وما حدود الاستفادة من هذا التراث؟ وإلى أي حد يمكن أن يكون البحث في الدراسات القرآنية من خلال بوابة النص ومفاتيح الدراسة المصطلحية والمفاهيمية مدخلا سليما لفتح عالم التراث فتحا مبينا، ولفهم الحاضر فهما معينا، واستشراف آفاق المستقبل استشرافا رشيدا أمينا؟ وكيف يمكن إيجاد النص التراثي وإعداده؟ وهل النص التراثي في وضعية جيدة وسليمة حتى يمكن اعتماده أم يحتاج إلى جهود في الإعداد إقامة وتقويما واستقامة، فهرسة وتصويرا، تحقيقا وتكشيفا، طبعا ونشرا؟ وما المفاتيح الأولى الكفيلة باستنطاق النص وكشف مراداته ومقاصده؟ وكيف يمكن للدراسة المصطلحية والمفهومية لألفاظ الوحي وعلومه أن تكون المفاتيح الأساس لتحقيق هذا الغرض؟ وإلى أي حد يمكن الاستفادة من مختلف الرؤى التراثية والمعاصرة في عالم الدراسات النصية والمصطلحية؟ وما هي المؤهلات والشروط التي يجب توفرها في الباحث في النص والمصطلح ؟ وما السبيل لتجاوز العوز المدقع في الطاقات والكفاءات والمؤسسات في هذا المجال؟ ثم أيضا ما هي السبل المساعدة في تطوير الدراسات القرآنية التراثية وعلومهما تطويرا راشدا؟ وما هي آفاق الاستفادة من الإمكانات التقنية المعاصرة ومن مختلف التجارب الخادمة للقرآن الكريم المؤسساتية والرقمية؟
ثانيا : السـيـاق والـرهـان:
يمكن للمتتبع لأشغال المؤتمر وديباجته والمطلع على مشروع مؤسسة (مبدع) أن يقف على خصوصية المؤتمر زمانا وموضوعا ورهانا، ويهمنا في هذا المقام تجلية هذا الأمر من خلال كلمات الجلسة الافتتاحية التي اتفقت على أهمية هذا المؤتمر وقيمته موضوعا ومنهجا وأبرزت سياقه الإصلاحي ورهانه على الجانب العلمي والمنهجي والتكاملي في خدمة التراث عموما وخدمة القرآن الكريم والدراسات القرآنية خصوصا لفتح آفاق النهضة الصحيحة الراشدة. وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري – المدير العام لمركز تفسير للدراسات القرآنية والمشرف على كرسي القرآن الكريم بجامعة الملك سعود بالسعودية – في كلمته التي ألقيت بالنيابة عنه على حاجة البحث العلمي إلى التعاون والتكامل بين المؤسسات المتخصصة في القرآن الكريم ومد الجسور في سبيل إنجاح المشروعات للوفاء بحاجة الإقبال الكبير للأمة أفرادا ومؤسسات للقيام بنهضة الأمة، وعلق الدكتور الشهري الآمال على أجيال الباحثين والباحثات في القرآن الكريم وعلومه.
ومن جهته بين العلامة عبد الحي عمور -رئيس المجلس العلمي المحلي بفاس- المؤتمر وهو سياق الترشيد لأن “الأمة قد افتقدت منذ مدة البوصلة الهادية إلى الطريق القويم والمنهج السليم الذي يمكنها من استعادة فاعليتها وقدرتها وإرادتها مما يعتبر خصائص ومقومات الوجود وإثبات الذات والعودة إلى عالم الشهود الحضاري”. كما بين أن من بين الأهداف الكبرى لهذا الملتقى “تجديد الفهم وتعميق البحث في تطوير الدراسات القرآنية والدراسة المصطلحية والمفهومية لألفاظ القرآن الكريم”، وعقد الأمل على مشروعات مؤسسة البحوث والدراسات العلمية(مبدع) ومؤتمراتها أن تثمر ما “يخدم مسيرة أمتنا في الإحياء والترشيد والتجديد فتنير شموعا من ضياء وتزيح أستارا من ظلام”.
كما أن الأستاذ الدكتور علي عمر بادحدح الأمين العام لمشروع سهم النور الوقفي العالمي- السعودية أبرز أن المؤتمر جاء في مر حلة تاريخية انتقالية دقيقة تمر بها الأمة الاسلامية في اتجاه الشهود الحضاري، مؤكدا محورية القرآن الكريم في نهضة الأمة ففيه “الشرف الرفيع” وفيه “الهداية الشاملة الوافية” وفيه “العلاج النافع الناجع”، ومن تم فإن البحث العلمي فيه والمدارسة العميقة له أساس مهم وقاعدة للانطلاق.
أما الدكتور الشاهد البوشيخي الأمين العام لمؤسسة (مبدع) والمشرف العام على المؤتمر فقد اعتبر هذا اللقاء العلمي بشارة للأمة الإسلامية وللباحثين يُطمعها في ارتياد الآفاق ويدفع الأبناء إلى أن يكملوا مسيرة الآباء وبعث روح القرآن وخلقه ورحمته بكل الأنحاء، مذكرا بأن هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة مؤتمرات قرآنية متكاملة وبانية ومؤسس بعضها لبعض، فإذا كان المؤتمر الأول جاء حاصرا ومحصيا جهود الخادمين للقرآن الكريم في تاريخ الأمة فإن هذا المؤتمر الثاني جاء لتفصيل آفاق الخدمة وتحديد ما ينبغي البدء به ألا وهو خدمة النص أولا ثم خدمة المصطلح ثانيا معللا ذلك بأنه لا فلاح على الحقيقة للدرس القرآني إلا بالإحصاء العلمي الشامل للنص، ولا تجديد للفهم قبل ضبط فهم المصطلحات التي هي مفاتيح الفهم، إلى جانب ذلك توجه إلى الباحثين في الدراسات القرآنية والتراثية معتبرا أن هذه الخدمة لنص القرآن الكريم ومصطلحاته هي من واجب الوقت حيث ينبغي عليهم أولا تفصيل سلم الأولويات في المخطوط والمطبوع من الكتب القرآنية، ثم الانطلاق من أسس علمية ومنهجية وتكاملية واضعا أمامهم الإشكالات العلمية والمنهجية والعملية التي تبين معالم خارطة الطريق في البحث العلمي في القرآن الكريم وعلومه، كما حث كل الباحثين على الانخراط في هذه اللحظة التاريخية لأن حاجات الأمة تضغط في اتجاه التمهيد للجيل الجديد، وتضغط في اتجاه التخصص والتعجيل بالاستيعاب والتحليل فالتعليل فالتركيب لما ينبغي أن يكون.
ومن جهة أخرى اعتبر الدكتور عبد الرحيم الرحموني – مدير معهد الدراسات المصطلحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس – انعقاد هذا المؤتمر حلما للمعهد قد تحقق في بداية عقده الثالث، انتقل فيها البحث في المصطلح وقضاياه من البحث الفردي والأكاديمي الجامعي(رسائل الدكتوراه مثلا) إلى عمل مؤسساتي منظم وهادف يقوم على التنسيق والتشاور والتكامل وجمع كلمة الباحثين المتخصصين في هذا المجال، وأعرب عن أمله أن يكون هذا المؤتمر في “آفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات القرآنية” مناسبة للباحثين لأن يرسموا ملامح الآفاق تجميعا للجهود وتنسيقا للأعمال وبلورة للنتائج وتوظيفا للرقميات واستعانة بإمكاناتها الواسعة في التواصل والتقارب والتيسير… إلى جانب هذا اعتبر هذا المؤتمر فاتحة لإمكان اتساع الدائرة التخصصية للباحثين في مختلف العلوم الشرعية الأخرى لتلمس نفس الأهداف وترسم نفس الآفاق في أمل أن يشمل ذلك كل العلوم الأخرى التي كان القرآن الكريم نواة لها وموجها ومؤثرا فيها علوما إنسانية كانت أم علوما مادية أم علوما آلية كعلوم اللغة العربية وآدابها.
أما الأستاذ الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء فقد أكد على أن أهمية هذا الملتقى تكمن في “تيسير سبل الاستبصار لهدى القرآن الكريم أولا وفي تطوير الدراسات القرآنية على هدى منهجي وفي التأسيس الفعلي للنهضة العلمية الشاملة والشاهدة”، وخلال ذلك بين أن الدراسات القرآنية الكفيلة بتحقيق ذلك ينبغي لها أن ترتكز على شروط ومقتضيات.
فأما الشروط فتكمن أولا في تكوين الباحثين الحقيقيين الذين يملكون أدوات البحث العلمي بالمعنى الحقيقي أيضا لكلمة “بحث”، والذين يمتلكون الصفات المؤهلة لخوض صعوبات البحث والقادرين على التشمير والكدح من أجل الاستثمار الزمني والطاقي لكل مكنونات القرآن الكريم ومخزوناته.
أما بالنسبة للمقتضيات فحددها في ثلاثة:
أولها مقتضى النظر اللغوي المفاهيمي في المفردة القرآنية ودراستها دراسة مصطلحية ومفهومية بما تقتضيه من خطوات ومراحل وأدوات وإجراءات لأنه بقدر ضبط المفاهيم المكونة لنسق القرآن الكريم يكون الاهتداء ، لأن من تمكن من المفاهيم في نسقها القرآني فقد تمكن من الإبصار وهو واجب عيني وواجب الوقت على الأفراد والمؤسسات.
وثانيها: مستوى النظر المرجعي والنسقي الكفيل ببناء المستويات المفاهيمية والأنساق القياسية والمركبات المفاهيمية والتي بنظمها يمكن تحرير الرؤية القرآنية للكون والحياة والمصير والتوصل إلى هداياته التي جاء لتحقيقها في عالم الإنسان والعمران…
وثالثها مستوى النظر السياقي الذي يستلزم منا الوعي بالواقع وكل ما يفرزه من ثمرات الجهد الإنساني في الكرة الأرضية علميا وتقنيا والإفادة منه إفادة راشدة في تنزيل القرآن الكريم في الواقع وتيسير خدمة الباحثين للقرآن الكريم وتسريعها ورفعها لتكون خدمة فاعلة مؤثرة كما ينتظر العالم منها ذلك.
أما الدكتور مصطفى الزكاف في كلمته باسم اللجنة المنظمة فقد بسط بين يدي الجمهور جهود مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) ومشروعها العلمي في خدمة التراث الإسلامي والدراسات القرآنية والأهداف الكبرى المتوخاة من ذلك وأهم الوسائل المعتمدة في إنجاز هذا المشروع، والخطوات التي قطعتها اللجنة المنظمة في الإعداد للمؤتمر.
ثالثا: محاور المؤتمر وقضاياه وعروضه:
تبعا للإشكالات السابقة والرهانات الكبرى المنتظر معالجتها سطر المؤتمر محورين رئيسين تناولا أهم القضايا والإشكالات التي تقود معالجتهما إلى اقتراح حلول نظرية وعملية لمعضلات النص والمصطلح في التراث الإسلامي عموما والدراسات القرآنية خصوصا وتفتح آفاق الخدمة الراشدة والفاعلة للقرآن الكريم وعلومه:
-المحور الأول: آفاق الخدمة لنص القرآن الكريم وعلومه: فهرسة وتصويرا للمخطوط، وتوثيقا وتحقيقا له، وجمعا وتوثيقا للنقول، وتكشيفا ونشرا وتوزيعا للمطبوع، وتوظيفا واستثمارا للشابكة والحوسبة وإمكاناتها، وعرضا لمشاريع خادمة لنص القرآن الكريم وعلومه، وقد توزعت عروض هذا المحور على ثلاث جلسات :
الأولى: عالجت آفاق خدمة المخطوطات في الدراسات القرآنية:
وعالجت الثانية آفاق خدمة المطبوعات في الدراسات القرآنية بالتحديد واقتراح حلول عملية لمعضلات خدمة المطبوع في الدراسات القرآنية جمعا وتوثيقا، وتكشيفا، ونشرا وتوزيعا.
أما الثالثة فخصصت لمعالجة آفاق خدمة الشابكة والحوسبة للقرآن الكريم وعلومه.
-المحور الثاني: آفاق الخدمة لمصطلح القرآن الكريم وعلومه: إحصاءً وتصنيفا وتعريفا، ودراسةً مصطلحيةً وموضوعيةً، وعرض مشاريع معجمية مفهومية وتاريخية، تقويما للموجود، واستشرافا لآفاق المنشود. وجاءت أعمال هذا القسم في ثلاث جلسات علمية :
الأولى في آفاق خدمة مصطلح القرآن الكريم بيانا لأسس الدراسة المصطلحية، ووقوفا على أهم المشكلات “الإبستمولوجية” فيها موضوعا ومنهجا ونتائج، واقتراحا لسبل تطوير الدرس المصطلحي وتوسيع دائرته ليشمل سائر العلوم وأصناف المعارف في التراث الإسلامي.
والثانية في عرض بعض الرؤى في خدمة النص والمصطلح في القرآن الكريم وعلومه وحدود الانفتاح على ما استجد في البحث اللساني المعاصر في مستوياته المتعددة صرفا ونحوا ودلالة ونصا وسياقا.
أما الثالثة فقد خصصت لعرض مشاريع خادمة للنص والمصطلح في القرآن الكريم وعلومه، خاصة “مشروع المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم” و”مشروع تدبر القرآن الكريم في مملكة البحرين”
رابعا: الأنشطة الموازية:
سعيا لتحقيق استفادة علمية وعملية أكثر إجرائية عقدت خارج جلسات المؤتمر حلقات بحث متخصصة وورشات لتدارس معضلات خدمة النص والمصطلح، منها: حلقة نقاش عن آفاق خدمة النص مشاريع ومقترحات، وحلقة آفاق خدمة المصطلح مشاريع ومقترحات، وحلقات في قضايا التراث المخطوط، ومعاجم ألفاظ القرآن الكريم، وقضايا الفهرسة والتكشيف، والحوسبة والدراسات القرآنية، والقرآن الكريم وعلومه في الجمعيات والجامعات. وقد أشرف على هذه الحلقات والورشات نخبة من المتخصصين.
وقد كان المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر واحدا من أبرز الأنشطة الثقافية والفضاءات التي أغنت الجو العلمي للمؤتمر حيث عرضت كتب ودراسات لها صلة بالدراسات القرآنية والتراثية شاركت فيه عدة جهات منها: مركز تفسير، والرابطة المحمدية، ومؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وجريدة المحجة، ومجلة حراء، ومكتبة الهداية،كما كان مناسبة عرض فيها بعض الباحثين والمشاركين إبداعاتهم العلمية وانتاجاتهم الفكرية ذات الصلة بالمجال.
خامسا: أي محصول مترشح وأي مأمول مقترح في مؤتمر النص والمصطلح؟
انتهى المؤتمر – بعد ثلاثة أيام من العروض والمناقشات والتداول العلمي – إلى استجماع حصيلة الجهود واستشراف المأمول ضمنت في البيان الختامي.
أولا من حيث المحصول المترشح: فتجلى في التحقيق الفعلي لبعض توصيات المؤتمر الأول ومنها التمكن من عقد المؤتمر الثاني في موعده كما تم الوعد به في المؤتمر الأول، والتمكن من طبع أعمال المؤتمر الأول ووضعها بين يدي الباحثين، وقطع أشواط مهمة في سبيل تأسيس رابطة عالمية للباحثين في القرآن الكريم، ثم الشروع في التأسيس لبنك المعلومات وقاعدة بيانات في الدراسات القرآنية مخطوطات ومطبوعات وفي الشابكة.
وثانيا من حيث المأمول المقترح تحقيقه بعد هذا المؤتمر فقد شددت التوصيات على بعض المستعجلات الضرورية، مثل: ضرورة متابعة توصيات المؤتمر الأول والثاني بتشكيل لجنة خاصة للسهر على ذلك، والتعجيل بإنجاز فهرس شامل لجميع مخطوطات القرآن الكريم وعلومه في كل مكتبات العالم، والشروع في اقتراح آليات لتصوير هذه المخطوطات وإيداعها بمركز جامع تيسيرا للانتفاع بها من قبل الباحثين، ثم الدعوة إلى ضرورة التعاون على إنجاز المعجم المفهومي لمصطلحات القرآن الكريم والجوامع المساعدة له وخاصة الجامع التاريخي لشروح الألفاظ القرآنية لدى المفسرين، والجامع التاريخي لشروح الألفاظ القرآنية لدى اللغويين، ونحوهما، ومن المستعجلات اللازمة لتطوير الدراسات القرآنية دعت إحدى التوصيات إلى أهمية إنشاء كرسي بحثي للدراسات المصطلحية في مختلف الكليات والجامعات إضافة إلى التنصيص على أهمية الحوار العلمي مع المفكرين والمهتمين بالدراسات القرآنية خاصة المستشرقين المنصفين وأهمية عقد مؤتمر عالمي لدراسة الطعون والشبهات عن القرآن الكريم ومعالجتها علميا ومنهجيا.
ومما أكدت عليه التوصيات ضرورة توسيع دوائر الخدمة للقرآن الكريم في النص والمصطلح في مجالات علمية أخرى عبر عقد مزيد من المؤتمرات والدورات، وضرورة التوظيف الأمثل والأوسع لإمكانات الشابكة واستثمار مختلف الجهود الخادمة للقرآن الكريم وعلومه ومشروعاته وتأسيس بنك معلومات إلكتروني وقاعدة بيانات في المجال.