العدد 400__ الدكتور فيصل عبد السلام الحفيان__ مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو“
هذا المؤتمر حول آفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات القرآنية يُعدّ مؤتمراً تأسيسيا في مجال مهمّ هو مجال الدرس القرآني، ونحن متأكدون أن مسألة الدرس القرآني الحديث لن تقوم قيامة حقيقية وعلى وجه صحيح إلا إذا اعتمدت على التراث، نحن نملك اليوم رصيدا كبيرا من التراث عامة ومن التراث في مجال الدرس القرآني خاصة، ويُعدّ هذا التراث أساساً لأي درس يُمكن أن يُقام في ظلال القرآن، وقد تناول هذا المؤتمر في الحقيقة موضوعات مهمة اتصلت بصُلب قضية المؤتمر وهي قضية النص والمصطلح، وتناولتها من جوانب عديدة، وكانت هناك ورشات عمل أفاد منها عدد من الدارسين المغاربة، وتناولت قضية المخطوطات العربية وقضية التراث المخطوط الذي لا يزال يحتاج إلى الكثير من الجهد، وكانت هناك مشاركات جديرة بالتقدير من عدد من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية.
نؤكد مرة أخرى أن هذا المؤتمر كان مؤتمراً تأسيسيا وأنه يحتاج إلى كثير من المتابعة والعمل حتى تتحقق أهدافه وأغراضه العظيمة، ويكفي أنها مرتبطة بالقرآن الكريم، هذا الكتاب الذي نشأ في حضنه كل العِلم العربي الإسلامي، وترك الأقدمون لنا تراثاً كبيراً، هذا التراث في جزء مهم منه هو التراث المتصل بعلوم القرآن عامة والتفاسير خاصة، ولاشك أنه يحتاج منا إلى أن نبني كفاءات وقدرات قادرة على التعامل معه تعاملا سليما صحيحا وجيها لأن معظم التراث مازال مخطوطا، والمخطوط يحتاج قدرات خاصة لأنه كما أقول المخطوط كائن تاريخي له تقاليده في اللغة في المصطلح في التعامل، ولا يمكن التعامل معه إلا بإعداد الأجيال الممتلكة لأدوات التواصل العلمي مع التراث عموما والمخطوط خصوصا، ومن هنا كانت هذه الورشات التي عقدها المؤتمر على هامش أعماله.