العدد 400 __ الدكتور عبد الرحمن بوكيلي__أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين -مكناس- المغرب
هذا المؤتمر العامر هو من الملتقيات القرآنية المتميزة من عدة جوانب، فقد ميزه الله سبحانه وتعالى أولا بأن جعل موضوعه هو القرآن، فالقرآن الكريم هو روح هذه الأمة وهو نور هذه الأمة وهو شرف هذه الأمة وكلما تمحورت الحياة حول القرآن الكريم كلما كان ذلك معراجا فعلا لترقى هذه الأمة في الدنيا وتسعد في الآخرة، وثانيا يمتاز هذا المؤتمر بحضور صفوة من الباحثين في القرآن الكريم وعلومه من مختلف أقطار هذه الأرض أجناسهم مختلفة ألوانهم مختلفة دراساتهم متنوعة لكنهم جميعا يجمعهم الإيمان بكتاب الله وحب كتاب الله والحرص العميق على التفقه الدقيق في كتاب الله عز وجل، يمتاز هذا الملتقى بهذه العاصمة العلمية العميقة التاريخية، إذ منها أشرقت لقرون عديدة شمس المعرفة والخير لا على المغرب فحسب وإنما على هذه الأمة بأكملها وعلى العالمين بشكل أوسع، فقد انبثقت الفكرة من هاهنا وتلقفتها مؤسسات كثيرة متعاونة والحمد لله بعد “مبدع” و”الرابطة المحمدية” ثم مؤسسات من أرض الحرمين الشريفين فاجتمعت قلوب المشارقة والمغاربة على خدمة القرآن الكريم ورابعا يتميز هذا المؤتمر بالتركيز على معضلتين كبيرتين بتعبير أستاذنا الكبير الشاهد البوشيخي حفظه الله تعالى معضلة النص كيف نصفي النص وندققه ونُكشّفه ونحققه ونقرؤه قراءة سليمة، ثم حول المصطلح الذي يُعتبر فعلاً مفتاح الفهم ومفتاح العلم بالقضايا والمفاهيم، فقد كان هذان الأمران حاضرين في هذا المؤتمر في مختلف جلساته وفي مختلف ورشاته ثم خامسا فهذا الملتقى يُعزِّز فعلاً التواصل الطيب مع العلماء، ويعزز العلاقة الأصيلة مع الباحثين في هذا المضمار، الجيل الأول منهم قضى أكثر من أربعين سنة في البحث في كتاب الله عز وجل ،ثم الباحثين الذين جاءوا من بعدهم واتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين.
فنسأل الله تعالى أن يُحقِّق هذا المؤتمر أهدافه وأن تتلوه خطوات يلتئم شمل العاملين في البحث وفي التدقيق وفي التنقيب وفي الغوص على اللآلئ والجواهر، وهذه كما لا يخفى خطوة أساسية لتحقيق الأمة المسلمة المنشودة التي بشَّر بها القرآن الكريم، والحمد لله رب العالمين.