العدد 400 __ الدكتور الوزاني البردعي__الكاتب العام للمجلس العلمي المحلي لفاس
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين، أولا نسأل الله تبارك وتعالى لهذا المؤتمر النجاح والتوفيق، وأن تُكلَّل بإذن الله تعالى أعماله بما نَصْبو إليه بإذن ربنا عز وجل من إرجاع هذه الأمة وعودتها إلى كتاب ربها سبحانه وتعالى وإلى سنة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، المؤتمر العالمي الثاني للقرآن الكريم، هذا عرس قرآني كبير عظيم جليل لأنه من جلال هذا القرآن ومن عظمة هذا القرآن الكريم، الموضوع أو المواضيع التي سوف يتطرق إليها العديد من العلماء والباحثين والأساتذة الكرام القادمين من كل أنحاء -من جميع أنحاء- العالم الإسلامي دليل على عظمة هذا المؤتمر وعلى مكانته الكبرى، أقول: لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا بعودتها إلى قرآن ربها؛ لأن القرآن هو روح هذه الأمة، والأمة بدون القرآن الكريم كجسد بدون رأس، بل بدون روح؛ والجسد بدون روح لا يساوي شيئا هو عبارة عن تراب عن طين لا فائدة منه، وإذا كان رب العالمين سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان من تراب من طين ونفخ فيه من روحه فإن هذا القرآن هو الروح الأساس لهذه الأمة؛ حيث قال الله عز وجل {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا}.
مواضيع هذا المؤتمر تَنصَبّ طبعا حول خدمة النص القرآني والمصطلح القرآني، لأنه لا يمكن أن نفهم القرآن الكريم إلا إذا فهمنا الكلمات، أي المصطلحات، ومصطلحات القرآن الكريم هي مصطلحات وكلمات ربانية، فهو كلام الله عز وجل، ولا يمكن أن نفهم كلام الله عز وجل إلا إذا انطلقنا أولا من أنه من عند الله وأنه كلام الله فهو ليس كلام البشر، فالمصطلح إذن يحمل حمولة ربانية كبيرة وواسعة المعاني لابد من التعامل معها، هذا التعامل كما قلت الذي ينطلق من كونها من الله عز وجل.