العدد 400 __ الدكتورة فريدة زمرد__ أستاذة التفسير وعلوم القرآن بدار الحديث الحسنية وأيضا باحثة منتسبة إلى مؤسسة البحوث والدراسات العلمية
هذا المؤتمر حقيقة هو حلقة في سلسلة مؤتمرات تُعرِّف الأمة بجهود الأمة وجهود العلماء في العناية بالقرآن الكريم بعد الحلقة الأولى التي كانت عامة في التعريف بهذه الجهود، جاءت هذه الحلقة الثانية في تفصيل ما أُجمل في المؤتمر الأول وكان البدء بآفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات القرآنية وأهمية العناية بهذا الموضوع ظاهرة لأن هي العناية بما يستوجب العناية بالأولى، والنص والمصطلح، إلى جانب هذا المؤتمر أيضا هو مناسبة لتلاقي مختلف المتخصصين من مختلف دول العالم الإسلامي، فرصة للتلاقي وللتلاقح وللنقاش، خصوصا وأن الجميل في المؤتمر أنه خصَّص حلقات نقاش على هامش الجلسات النظرية حلقات نقاش، وجلسات لتطوير وتعميق النظر فيما يُعرض خلال الجلسات، وخاصة فيما يتعلق بآفاق خدمة التخصص واقتراح مشاريع إلى غير ذلك، فالمؤتمر سواء بموضوعه أو بموقعه ضمن مشروع عام للتعريف بجهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وبالنظر إلى هوامشه هو مفيد إن شاء الله لأهل التخصص وللأمة أيضا، لماذا للأمة؟ لأنه لم نكن نشهد من قبل مثل هذه المؤتمرات التي يأتي إليها المتخصص وغير المتخصص، ولم نكن نشهد أيضا وجود دروس ومحاضرات على الهامش في المساجد وفي مراكز دور القرآن هذا كله من شأنه أن يعيد إلى الأمة هذا الوعي بمركزية الوحي وخصوصاً القرآن الكريم وبأهمية الرجوع إليه وتدبّره وفهمه بقصد تنزيله وتطبيقه على الوجه الأمثل.