العدد 400 __ د كمال عرفات نبهان (*)
من أجل استراتيجية لتكشيف القرآن الكريم وعلومه
1- لا يكتسب العمل العلمي قيمته من الأعمال المنفردة مهما كانت قيمتها، ولكن المهم أن توجد استراتيجية شاملة لهذا العمل تجمع كل الجهود وتضمها ضمن سياق علمي ومنهجي سليم، وفيما يلي بعض العناصر التي اقترحها لهذه الاستراتيجية.
2- أن تكشيف ألفاظ القرآن الكريم لم يعد مشكلة، بعد اكتمال تكشيفها في الكشافات وهي تحتاج إلى إضافات قليلة تشمل تكشيف بعض ما أهمله المكشِّفون من حروف الجر والعطف وأدوات الإشارة وغيرها، وقد بذلت بالفعل مجهودات من أجل ذلك، وأصبح الاسترجاع الآلي لهذه الكشافات يعفى الباحث من البحث من خلال جذور الكلمات أو من خلال المقاطع الأولى من الآيات (أي الأطراف)…الخ.
3- والمشكلة الأهم هي كشافات المعاني والموضوعات الواردة في آيات القرآن الكريم، هو الصعوبة وضعف الكشافات الموجودة، ولذلك أقترح عمل مشروع مستمر لمتابعة الإضافة في تكشيف المعاني والموضوعات في القرآن الكريم مع مرور الزمن ومع تطور الفهم والتفسير للقرآن على ضوء التطور العلمي في كل فروع العلم، …. ومع تقدم مناهج التفكير العلمي، واستكشاف أسرار الكون والطبيعة والفضاء والمادة في أدق مكوناتها،
4- الحاجة إلى عمل مجموعات متخصصة من العلماء من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي، كل منها في مجال دقيق لاستخراج المعاني والموضوعات الكامنة في آيات القرآن الكريم، في كل فروع العلم مثل الفيزياء والكيمياء والنبات والبيولوجيا والحشرات والبحار والجيولوجيا والرياضيات والفل … ومجالات التوحيد والفقه والأخلاق وآداب السلوك والتاريخ والآثار والأدب والبلاغة وفي مقدمة كل ذلك فهم أسرار اللغة العربية.
5- إنشاء برنامج دراسي مستمر، لتعليم فن وعلم التكشيف عموماً، وتكشيف كتب التراث خصوصاً، بشكل متعمق لإعداد متخصصين في التكشيف، ليقوموا بهذا العمل بشكل مستمر ومتطور مع مرور الزمن.
6- تحديد الضوابط العلمية اللازمة لوضع قواعد التكشيف للنصوص العربية على أسس علمية دقيقة.
7- وضع الأسس العلمية لتكشيف النصوص الكثيرة والمتعددة في علوم القرآن ليشمل التكشيف، المصطلحات، الموضوعات، أسماء الأشخاص، والأماكن والأشياء والشواهد الدينية والأدبية المستخدمة في هذه النصوص.
—–
(ü) أستاذ علم المعلومات وعميد المكتبات الجامعية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا – مصر.