بِنَبْضِ القلب
ذ. أحمد الأشـهـب
صحيح أننا أمة تفوق المليار من البشر… ولكن أي بشر؟ صحيح أنه يعيش بين ظهراننا أغنى أغنياء العالم؟ ولكن أي غنى هذا الذي لا يدفع الشماتة عن ديننا ويبؤنا المكانة الأسمى بين الأمم؟… ومن نعم الله علينا أن بلداننا تمتلك تروات ومقدرات كبيرة وتضم أغنياء كبار على الصعيد العالمي بل منهم من صنف من أغنى رجال العالم. لكن عندما نتساءل : ماذا قدم هؤلاء للإسلام والمسلمين نجد أن هذه الأموال تنفق في أغلبها في ما حرم الله جل وعلا وفي ما يفسد تصوراتهم وتصرفاتهم مثل المهرجانات الخليعة والقنوات والمواقع الإباحية تكرس في مجتمعاتنا العربية ثقافة العري والخنا والمجون بكل أصنافه، والتي أصبح شعارها التفنن في قتل الهوية الإسلامية وخدش الحياء العام… إنه زمن القصعة بامتياز، فنحن كُثر ولكننا غثاء كغثاء السيل كما أخبرنا سيد الخلق عليه أزكى الصلاة والتسليم، فقد نزع الله المهابة من صدور أعدائنا وصرنا كالأيتام على مأدبة اللئام، حتى صدق فينا قول الشاعر :
أمتنا كبيرة
وهل من عافية
أن يكبر الورم(1)
فكلما ازدا عددنا، وازداد حجمنا الغثائي، كلما ازداد ألمنا وازدادت محنتنا بين الأمم… خليج غارق في النفط… ومحيط غارق في القحط… فلماذا لا تعربد إسرائيل؟ ولماذا لا تصفعنا أمريكا بالفيتو كلما تجرأنا على فتح فمنا لدى هيئة الأمم.. إسرائيل تجند كل إمكانياتها، وكل أثريائها للتمكين لأطروحتها النازية… ونحن نحبذ كل إمكانياتنا وكل إعلامنا وكل خيراتنا من أجل صُنع جيل عربي منسلخ عن هويته وعن دينه وعن هموم وطنه… أمتنا لديها كل إمكانيات النهوض : الدين -الثروة.. و.. ولكنها تطمع في هيئة الأمم لتدفع عنها الظلم :
أمتنا مؤمنة
تطيل من سجودها
تطيل من ركوعها
وتطلب النصر على عدوها
من هيئة الأمم (2)
فحذار يا أغنياء أمتنا من لقاء الله عز وجل، وحذار يا أغنى أغنياء العالم فحينها ((مش حتقدر تغمض عينيك)).
——–
1-2- ديوان لافتات لأحمد مطر -الجزء الأول.