مجرد رأي


فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة

بدوأن المظاهرات والمليونيات قد أصبحت أمرا مألوفا في الشارع المصري منذ ثورة يناير، حتى إنك لتعجب كيف يعيش الناس هناك في ظل كل هذه الفوضى، فلا الناس تعرف كيف تشتغل؟ ولا المعامل استطاعت أن تفتح أبوابها؟ ولا الموظفون والعمال تمكنوا من الوصول إلى إداراتهم أو مصانعهم؟ لأن المتظاهرين يقفون على سكك الترامواي والقطارات. فكل شيء متوقف تقريبا، فلا رواج اقتصاديا ولا استثمارات داخلية أو أجنبية، ولا يجرؤ على المغامرة بماله وسط هذه الفوضى إلا من سفه نفسه، وطبعا تنهار قيمة الجنيه وتشح الأبناك من العملة وتقل مداخل الدولة… والنهايه معروفة….

أضف إلى كل هذا عمليات التخريب والنهب الممنهج للمواد الأساسية كالخبز والغاز والصولار، كل ذلك من أجل تيئيس الناس وإرباك الأوضاع  تمهيدا لإسقاط الدولة ومعها الرئيس الذي جاء بانتخابات نزيهة. حتى أصبحت إحدى الشعارات الساخرة تقول (هاتولي الكرسي وشيلو مرسي) وقد يكون الهدف في النهاية ربما (تنديم) الشعب المصري  لقيامه  بالثورة أصلا حتى ليقول المواطن الغلبان  : “أنا المسيء خذوني”.

يبقى السؤال المحير…. من يقف وراء كل هذه الفوضى التي سمتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بالخلاقة؟

في تقديري المتواضع يقف وراءها:

1- أصحاب المصالح والمنتفعون من النظام السابق لخوفهم الشديد على زوال مصالحهم بزوال أولياء نعمهم.

2- الفاسدون الذين استغنوا وأثروا على حساب شعب بكامله ثلثه يقيم في العشوائيات والمقابر أو هائم على وجهه في أرض الله يتكفف لقمة عيش مزجت بالذل والهوان.

3- فلول نظام فاسد ورث الاستبداد كابراً عن كابر حول أرض مصر المباركة إلى ضيعة له ولبنيه وصاحبته التي تؤويه.

4- سياسيون فاسدون باعوا ضمائرهم وأعمى حقدُهم على التيار الإسلامي بصائرَهم فتحالفوا مع الفلول بل ومع الشيطان من أجل إسقاط النظام الذي يقوده الإخوان والذي جاء بانتخابات نزيهة لم تعرفها البلاد منذ حكم الهيكسوس الذين حكموا مصر قبل الفراعنة…

أما وقود هذه الحرائق والفوضى فهم قطعان من البلطجية ضحايا التهميش والتجهيل والتفقير من قبل النظام السابق كان يعدهم لهذا الغرض بالضبط  من باب إعداد البلطجي الأبيض لليوم الأسود. وعلى رأس هؤلاء طبعا ما ظهر في الآونة الأخيرة من مقنعي الكتلة السوداء Black block وهي ظاهرة غريبة في عالمنا العربي والإسلامي تذكرك بفرق الموت العنصرية في أمريكا بداية القرن الماضي والتي كانت تخرج من الكنائس بأقنعة بيضاء لاغتيال السود وترويعهم وعرفت وقتها بمنظمة الكوكلوكس كلان  KUKLUKX CLAN، الفرق الوحيد بين التنظيمين هو لون الأقنعة، واللون الأبيض أحسن من اللون الأسود وفي كل سوء…!!

أما عمليات التسخين والتحريض واستنهاض الهمم فيقوم بها إعلام فاسد على رأسه جيش عرمرم من إعلاميين وإعلاميات، وصحافيين وصحافيات، وفنانين وفنانات مردوا على الكذب وصناعة الأحداث الكاذبة وتزييف الحقائق باحترافية عالية جدا تجعل الحليم حيرانا. يختلقون حدثا معينا يجعلونه جميعهم في بؤرة الاهتمام  في نفس الفترة عبر برامج (التوك شو) شديدة التركيز ويقوم فنانو الكومديا بطرح نفس الموضوع بطريقتهم. وتتناول نشرات الأخبار أيضا نفس الموضوع مدعما بربورتاجات وحوارات وشهادات كلها تصب في نفس الهدف،  وهكذا يروج للحدث المحبوك وكأنه حقيقة سرعان ما تتركز في الأذهان عبر التكرار ومكر الليل والنهار…. وأنت تتابع كل هذا الجهود والطاقات المبذولة من أجل إشعال كل هذه الحرائق لإرباك النظام وإسقاط الرئيس المنتخب حسدا من عند أنفسهم المريضة،  لتعجب فعلا من هذا الإصرار الغريب….!! لكن عجبك سرعان ما يزول عندما تعرف حجم الأموال التي يتلقاها هؤلاء وهؤلاء لقاء ما يقومون به من خدمات. فقد نشرت مؤخرا إحدى الصحف المصرية لائحة بأجور بعض الإعلاميين والإعلاميات تزيغ لها الأبصار ويسيل لها اللعاب… إذ أن أفقر واحد من هؤلاء يتقاضى راتبا شهريا يفوق العشرين مليون درهما إضافة إلى نسبة معتبرة من إرادات الإشهار… وهي بالمناسبة تفوق أجرة الرئيس مرسي الغلبان بأضعاف مضاعفة؟؟؟

ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا، آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>