<< من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول : “اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها”(رواه مسلم 2722).
<< مـمـا قـيـل فـي الـنـيـة
> في النية والحفظ : – قال ابن عباس:” إنما يحفظ العبد على قدر نيته” – كتب سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز: “اِعلم أن عون الله على قدر النية، فمن تمت نيته تم عون الله له، وإن نقصت نقص بقدره”(إحياء علوم الدين) > في اقتران النية والعمل : قال عبد الله بن مسعود: “لا ينفع قول إلا بالعمل، ولا ينفع قول وعمل إلا بنية، ولا ينفع قول وعمل ونية إلا بما يوافق السنة”(العدة 1/8). – قال ابن الجوزي :” من أصلح سريرته؛ فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر”(صيد الخاطر لابن الجوزي) << العقل والأدب > قال بعض البلغاء: الفضل بالعقل والأدب لا بالأصل والحسب. > وقال بعض الحكماء: العقل بلا أدب كالشجر العاقر، ومع الأدب الشجر المثمر
> وقال أعرابي: ينصح ابنه: يا بني الأدب دعامة أيد الله بها الألباب، وحلية زين الله بها عواطل الأحساب، فالعاقل لا يستغني ـ وإن صحت غريزته ـ عن الأدب المخرج زهرته، كما لا تستغني الأرض وإن عذبت عن الماء المخرج ثمرتها.
<< تعزية وتهنئة في مقام واحد
حين توفي معاوية بن أبي سفيان وتولى الخلافة بعده ابنه يزيد، حار الناس فيما يقولون : أيعزون الخليفة الجديد في موت أبيه، أم يهنئونه بمنصب الخلافة الجديد؟ فتقدم عبد الله بن همام السلولي بين يدي يزيد بكلام جمع بين التعزية والتهنئة في جمع عجيب فيه قوة البلاغة والفصاحة مع حسن التخلص والتفصي من المشكلة، فقال : آجرك الله على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية، فقد رزئت جسيما، ورزقت عظيما، فاشكر الله على ما رزقت، واصبر على ما رزئت، فَقَدْ فُقِد الخليفةُ، وأعطيت الخلافة، ففارقت خليلا، ووهبت جليلا: اِصبر، يزيد ! فقد فارقت ذامقة واشكر حباء الذي بالملك أصفاك لا رزء أصبح في الأقوام نعلمه كما رزئت ولا عقبى كعقباك << من تعازي النبي صلى الله عليه وسلم البليغة روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاذ بن جبل يعزيه في ولد مات له: “من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ثم إن أنفسنا وأهلينا وموالينا من مواهب الله السنية، وعواريه المستودعة نُمتَّع بها إلى أجل معدود، وتُقبَض لوقت معلوم، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة والهدى إن صبرت واحتسبت فاصبر، ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتا، ولا يدفع حزنا، فأحسن الجزاء، وتنجز الموعود، وليذهب أسفك ما هو نازل بك، فكأن قد.
<<< في اللسان عشر خصال
> قيل :”في اللسان عشر خصال محمودة : أداة يظهر بها البيان، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، وواعظ ينتهى به عن القبيح، ومُعَزٍّ تسكن به الأحزان، وملاطف تذهب به الضغينة، وموفق يُلهَى به الأسماعُ”(أدب المجالسة وحمد اللسان لابن عبد البر الأندلسي) .
> ،وقال الحسن: الرجال ثلاثة: رجل بنفسه، ورجل بماله، ورجل بلسانه.
> ،وقيل: عقل المرء مخبوء بحت لسانه. > وقيل : المرء بأصغريه لسانه وقلبه.
<< شروط الكاتب المجيد
نقل ابن المقفع في رسائل البلغاء عن أبي اليسر إبراهيم بن محمد بن المدبر في شروط الكاتب البليغ: “واعلم أن الاكتساب بالتعلم والتكلف وطول الاختلاف إلى العلماء، ومدارسة كتب الحكماء، فإن أردت خوض بحار البلاغة،وطلبت أدوات الفصاحة، فتصفح من رسائل المتقدمين ما تعتمد عليه، ومن رسائل المتأخرين ما ترجع إليه في تلقيح ذهنك، ومن نوادر كلام الناس ما تستعين به ومن الأشعار والأخبار والسير والأسماء ما يتسع به منطقك، ويعذب به لسانك، ويطول به قلمك، وانظر في كتب المقامات والخطب، ومحاورات العرب، ومعاني العجم، وحدود المنطق…”(رسائل البلغاء: القسم الثاني، الرسالة العذراء)
<< في ذم الكسل
- الكسل مزلقة الربح، ومسخرة الصبح،
- إذا رقدت النفس في فراش الكسل استغرقها نوم الغفلة،
- المندمة في الكسل كالسم في العسل
- الكسل آفة الصنائع وأَرَضَة البضائع
- الفلَّاح إذا مل الحركة عدم البركة
- ظهران لا يبلغان المرءَ إن رُكِبا بابَ السعادة ظهرُ العجز والكسل (روضة التعريف بالحب الشريف لسان الدين بن الخطيب )
<< ما المروءة؟
- قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: ما المروءة ؟ قال : الدين، وحسن اليقين. وقيل لعبد الملك بن مروان: ما المروءة؟ قال موالاة الأكفاء، ومداجاة(= مداراة) الأعداء”. وقيل لمعاوية : ما المروءة؟ قال : احتمال الجريرة، وإصلاح أمر العشيرة، والحلم عند الغضب، والعفو عند المقدرة.
- قال صاحب تهذيب الصحاح: المروءة الإنسانية. – قال ابن القوطية :”المروءة هي الخصال الحميدة والخلال الجميلة، التي يكمل بها الإنسان”.
- وقال رجل للأحنف بن قيس : دلني على المروءة: فقال : عليك بالخلق الفسيح، والكف عن القبيح” كتاب المروءة لسيد عاصم علي، ط.2 – 1410هـ، دار الصحابة للتراث طنطا مصر)
<< مكانة العلماء
قال الإمام الآجري (ت 360هـ):”إن الله -عز وجل وتقدست أسماؤه- اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة، وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل، وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، فَضْلُهم عظيم، وخطرهم جزيل، ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء، الحيتان في البحار تستغفر لهم، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة، هم أفضل من العُبَّاد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، يُذَكِّرون الغافل، ويعلمون الجاهل، لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون، جميع الخلق إلى علمهم محتاج، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج، الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة، والمعصية لهم محرمة، من أطاعهم رشد، ومن عصاهم عَنَد. ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل، وعن رأيهم يصدر. وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يقولون، وعن رأيهم يصدرون. وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم فبقول العلماء يحكمون، وعليه يعولون. فهم سراج العِباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة وينابيع الحكمة. هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر الظلام أبصروا”(أخلاق العلماء الآجري ص 14-)
<< رسالة عمر بن الخطاب في القضاء
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد؛ فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلى إليك؛ فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، واس بين الاثنين في مجلسك، ووجهك حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس وضيع وربما قال ضعيف من عدلك؛ الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك وربما قال في نفسك ويشكل عليك؛ ما لم ينزل في الكتاب، ولم تجر به سنة؛ واعرف الأشباه والأمثال، ثم قس الأمور بعضها ببعض، فانظر أقر بها إلى الله، وأشبهها بالحق فاتبعه، واعمد إليه، لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس، راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك، فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً حداً، أو مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنيناً في ولاء قرابة، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أمداً ينتهي إليه، أو بينة عادلة؛ فإنه أثبت للحجة، وأبلغ في العذر، فإن أحضر بينةً إلى ذلك الأجل أخذ بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء. البينة على من أدعى، واليمين على من أنكر. إن الله تبارك وتعالى تولى منكم السرائر، ودرأ عنكم الشبهات، وإياك والغلق والضجر، والتأذي بالناس، والتنكر للخصم في مجالس القضاء التي يوجب الله فيها الأجر، ويحسن فيها الذخر. من حسنت نيته، وخلصت فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، والصلح جائز فيما بين الناس، إلا ما أحل حراماً، أو حرم حلالاً؛ ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله، فما ظنك بثواب غير الله في عاجل دنيا، وآجل آخرة والسلام. (أخبار القضاة : القاضي أبو بكر محمد بن خلف الضبي البغدادي الملقب ب “وكيع” ت: 306هـ)
<< المفتي بين فقه الواقع وفقه الدين
قال ابن قيم الجوزية: “ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستنباط حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما. والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر. فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يعدم أجرين أو أجرا، فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله”(إعلام الموقعين: 1/87-88)
<< حقوق الراعي والرعية
ورد في نهج البلاغة أن الإمام علي رضي الله عنه قال: “وأعظم ما افترض الله سبحانه من تلك الحقوق : حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي، فريضة فرضها الله سبحانه لكل على كل، فجعلها نظاما لألفتهم وعزا لدينهم فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة، ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية. فإن أدت الرعية إلى الوالي حقه، وأدى الوالي إليها حقها عز الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على إذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء”.