الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد. نحييكم أيها الإخوة الكرام السادة الفضلاء العلماء بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جئناكم من منظمة النصرة، نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال النظر في جهود الأمة لما يخدم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجدنا أن الثغرة كبيرة وأن المجال واسع لتضافر هذه الجهود المباركة جهود العلماء الفضلاء ونشكر هذه البادرة القيمة من هذه المؤسسة مؤسسة البحوث والدراسات العلمية “مبدع”، ونشكر فضيلة الشيخ الدكتور الأمين العام الشاهد البوشيخي على هذه الجهود، وعلى جهود إخوانه في هذه المؤسسة المباركة. فمجال سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مجال رحب، ونحن نختصّ في مجال النُّصرة، فنصرته صلى الله عليه وسلم في الذبِّ عن شخصه صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، ويقول جل وعلا {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} وقد بين العلماء، كما ذكر الإمام الماوردي رحمه الله، أن هذا من المعروف المتعلق بحقّ الله جل وعلا، فنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر متعلّق بحقّ الله تبارك وتعالى فحقه مُقدّم على حق نبيه، وكذلك الذبّ عن عرضه صلى الله عليه وسلم فهو منكر متعلق بحق الله عز وجل فواجب تقديمه على المنكرات التي في حقّ غيره. فنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو تعلق بسيرته، تعلق بشمائله، تعلق بأخلاقه عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن خلال النظر في الأقليات المسلمة في أوروبا نجد أن هناك ثغرة كبيرة في مجال تبسيط السيرة لشباب المسلمين في أوروبا وفي الغرب عموماً، وكذلك أيضاً نجد أن الثغرة كبيرة عبر هذا المستوى العلمي المتضعضع لدى العالم الإسلامي فنجد أن هناك بونا شاسعا بين أخلاق المسلمين وبين شباب المسلمين وبين سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدئذ نقرر أن دراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي اللازمة بل الله عز وجل يقول {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}، لا تتحقق طاعة الله عز وجل إلا عندما نستلهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وشمائله وفضائله عليه أفضل الصلاة والسلام.
النصرة والسيرة تتوافق في منهج علمي موحّد، فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تجمِّع الأمة، فهذه الأمة رغم وجود التباين الفكري، والتباين العلمي إلا أن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم توحدّ صفوفنا على منهج واحد وعلى قلب واحد، فهذا المجال نحتاج أن نقف عنده وقفات. الأولى : الصورة الأخرى، الصورة الذهنية لنبي الإسلام لدى عقول المخالفين فهذه الصورة الذهنية هي صورة نمطية سيئة للأسف، ونجد أن الإساءة تتكرر أي إساءة بعد أخرى، وآخر ما وجدناه هذا الفيلم الأمريكي المسيء للمصطفى صلى الله عليه وسلم فهبَّت الأمة بردود فعل غير منضبطة فإذن نحن بأمس الحاجة لتضافر الجهود ونرجو في هذا المؤتمر المبارك أن تتضافر الجهود في تمييز ووفق الضوابط العلمية في ردات الفعل اتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم، نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال التعرف على سيرته، ومن خلال التعرف على منهجه يقول الله عز وجل {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فنحن بأمس الحاجة إلى تضافر جهود العلماء والشباب والدعاة إلى الله عز وجل بحاجة إلى التصرف القويم وإيجاد نصرة شاملة للنبي صلى الله عليه وسلم بالتعرف على سيرة أصحابه وبالتعرف على آل بيته الأطهار، ونحن في هذه المدينة العريقة التي أُسست من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بأمس الحاجة إلى ذلك.
النصرة ومعرفة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تعني القراءة والتعمق في العلم والنظم وإنما تحتاج منا فضلا عن ذكره إلى التطبيق الأبدي لأخلاقه صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن بمعنى أنه كان يتأدب بأخلاقه ويهتدي في تعاملاته بهدي القرآن الكريم، فهل نحن نطبق هذا المنهج العملي؟ نحن بأمس الحاجة إلى ذلك. نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرف على سيرته تكمن في إظهار الجوانب الحضارية في سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام، الجوانب الحضارية في التعامل الإنساني مع غير المسلمين، الجوانب الحضارية في التعامل مع غير البشر من الحيوانات، التعامل الإنساني الحضاري مع الأطفال ومع المرأة ومع البيئة، نشر ذلك في أوساط الغرب وفي أوساط المسلمين لتحيى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم >إنما أنا الرحمة المهداة< ويقول الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرف على سيرته هي تقرير القاسم المشترك في ظل الحضارات الإسلامية، رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعي إلى نصرة المظلوم وردّ الظلم في حلف الفضول وقال صلى الله عليه وسلم >ولو دعيت في الإسلام لمثله لقبلت< فنحن ينبغي أن نوسع هذه الشراكات وهذه المشتركات مع غير المسلمين في إيجاد الحضارة الإنسانية التي تقوم على السلم الاجتماعي، نصرة النبي صلى الله عليه وسلم. والتعرف على سيرته يحتاج منا إلى تضافر الجهود ويحتاج منا إلى تنويع الأساليب كما ذكر فضيلة الشيخ، فلنقل إن منظمة النصرة : نصرة النبي صلى الله عليه وسلم هي نقدِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العالم بوصفه النموذج الأمثل والأجدر للاحترام بهذا النبي، نحن ينبغي أن نرفع وسام المصطفى صلى الله عليه وسلم على قلوبنا، وينبغي أن نرفع شخصه صلى الله عليه وسلم لنقتدي به، رسول الله صلى الله عليه وسلم، الغرب والشرق بأمس الحاجة لأخلاقه ولهديه. نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق العاملين على هذا المؤتمر للنجاح والتوفيق وأيضا إيجاد رؤية شاملة استراتيجية للتعريف بشخصه وللتعرف على سيرته، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وجزاكم الله خيرا.