حوار مع الدكتور سالم طعمة الشـمـري الأمين العام لـمنظمة النصرة العالمية
أهـداف الـمـنـظـمـة
التعريف برسول اللـه
وإتاحة الفرصة للتنسيق مـع جميع طـاقـات الأمة نصـرة الـرسـول
تعبد للـه تـعـالـى الدعوة إلى اتخاذ ضغط دولي لإنشاء قانون يحرم الإساءة للأديان والأنبياء
> فضيلة الدكتور، لماذا منظمة النصرة العالمية؟
>> الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. منظمة النصرة العالمية هي ما بعد الرسوم الكاريكاتورية التي جاءت في الدانمارك في 30 شتنبر من سنة 2005، وأنشئت منظمة النصرة نتيجة تداعي الأحداث بسبب هذه الرسوم الكاريكاتورية، فأدى ذلك إلى إنشاء مؤتمر عالمي يتداعى فيه العلماء والدعاة وممثلي الأقليات المسلمة في أوروبا وفي الغرب وفي أمريكا وفي استراليا، وكان لهذا المؤتمر الذي انعقد في الثالث والعشرين مارس عام 2006 أثر كبير في إنشاء وعاء وإطار يتداعى إليه العلماء والدعاة لتنسيق الجهود للتعريف بالمصطفى صلى الله عليه وسلم بكافة الوسائل الحضارية، وكذلك في الذب عنه بالأطر القانونية والاحتجاجات السلمية؛ فجاءت منظمة النصرة بدعوة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ومن الندوة العالمية للشباب في الرياض، ومؤسسة الإسلام اليوم، وأيضا برئاسة الشيخ سلمان العودة، ومؤسسة جمعية الأصالة البحرينية. وبدعم من وزارة الأوقاف البحرينية كان المؤتمر الأول الذي أعلن انطلاقة منظمة النصرة العالمية، والتي من أهدافها الأساسية التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنسيق الجهود، وإتاحة الفرصة بالتنسيق مع جميع طاقات الأمة الإيجابية لتكثيف الجهود لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك تطورت الأحداث وكان هناك التفاعل الإيجابي من قبل الأقليات المسلمة في أوروبا، ففي بريطانيا وفي السويد وفي فرنسا وفي غيرها من الدول الأوروبية كان هناك تفاعل مهم مع منظمة النصرة العالمية.
> في نفس السياق كيف تتصورون نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
>> نعم، نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، أولا ينبغي أن نعتقد أنه من الإيمان نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لأن الله عز وجل يقول {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} والله عز وجل يقول {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، فنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم هو أمر قد حكمه الله عز وجل، الله قد دافع عن نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وقال جل وعلا {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر}؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم حبُّه من الإيمان، والدفاع عنه من الإيمان، والذبّ عنه من الإيمان. القضية الأخرى أن الناس يجهلون -خاصة غير المسلمين- شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجهلون أخلاقه، شمائله، فضائله، يجهلون القيم الحضارية التي جاء بها الدين الإسلامي ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فنصرة النبي صلى عليه وسلم أولا: نتعبَّد الله تبارك وتعالى بهذه النصرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت (اهْجُهُم وروحُ القُدس مَعَك)، ويقول صلى الله عليه وسلم [مَنْ يَذُبُّ عَنّي هؤلاَء وَلَه الجَنَّةرضي الله عنه، فنصرة النبي صلى الله عليه وسلم {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ}، الله عز وجل قد حقق النصر، والله سبحانه نصر دينه، والله تعالى هزم الأحزاب وحده، فإذن ينبغي أن نتعبد الله بهذه النّصرة؛ لقد وصفت النصرة أنها أمر متعلق بدين الله، ومتعلق بحق الله تبارك وتعالى فيُقدَّم على جميع الحقوق الأخرى، فنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للأمة أن تُوليها أولوياتها واهتماماتها، أنا أقول: إن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي لجميع الحكومات الإسلامية أن تنطلق في تنسيق مع الجاليات المسلمة في أوروبا وفي الغرب، وأن تكون سفارات العالم الإسلامي ناهضة ومستنفرة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، سياسات الدول الخارجية لدى العالم الإسلامي يجب أن يكون لها الأثر الكبير في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، اتخاذ الضغط الدولي لإنشاء قانون يُجرِّم الإساءة للأديان والإساءة للأنبياء عليهم السلام جميعا ومنهم الرسل صلى الله عليهم وسلم، فهذا حق على جميع ولاة الأمور، وحق على جميع حكّام المسلمين أن يتحفزوا وأن يعملوا لإنشاء هذا القانون الأممي الذي يجرِّم الاستهزاء والسخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم. > وماذا عن المستقبل؟ وما هي المشاريع التي تعدونها؟ >> نعم، نحن نتطلع إلى الكثير من الأمور النافعة بحول الله، من أكبر المشاريع التي قمنا بها هي انطلاقة المنظمة كمجلس أمناء، كجمعية عمومية، كمكتب تنفيذي؛ الانطلاقة كانت في المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة في الكويت تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، فهذه أولاها سمو الأمير الرعاية والدعم الكبير، وكانت هناك مشاريع انطلقت في الكويت، من هذه المشاريع: “Discovered Muhammad” صلى الله عليه وسلم، من هذه المشاريع “اختصار وتهذيب المواهب اللدنية”، من أهم المشاريع المؤثرة “دليل الجيب”، “the Pocket Guide”، هذا الدليل الذي انتشر في أوروبا وكان له أثر في كأس العالم في جنوب إفريقيا في سنة 2010، وكان له الأثر الكبير عبر المعارض بالاتفاق مع البلدية التي أنشأت أولمبيات لندن الأخيرة، فطُبع بخمس لغات: اللغة الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية، وأيضا بالعربية. وهذا بفضل الله عز وجل نجد له صدى طيبا، لأنه يمتاز بجمال العرض وبجمال الإخراج وبصغر حجمه، ويكون مرغِّبا للغرب أو مرغبا لغير المسلمين بحيث يمكنهم من النظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بالصور والإخراج الجميل، والله المستعان.
> هل بقي للخَلف من هذه الأمة أن يضيفوا شيئا لم يتطرق إليه السلف الصالح في خدمة السيرة النبوية؟
>> نعم أشياء كثيرة لتطوّر الزمان والمكان، الآن ينبغي أن نُجسّد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونرفع شعار رسول الله رمزا للحياة، منهجا للحياة…، كيف نجسد ذلك؟ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الفيسبوك، ننشر سيرته، ننشر أخلاقه ننشر دقائق في المواقف المؤثرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل مواقف النبي مؤثرة، لكن نختصرها بأسلوب جميل، حتى يكون مؤثرا في الأطفال، مؤثرا في الكبار، مؤثرا في جميع الخلق مسلمين وغير مسلمين، أن نخرجها على شكل (كليبات)، وأفلام مختصرة في دقائقها، أيضا ننتج أفلاما سينمائية تختص في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أفلام وثائقية تختص في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، إنشاء معارض….، إذن نحن نتطور وفق الزمان والمكان، نعم، السلف أصَّلوا، نعم، السّلَف جمعوا، نعم، السّلف وثَّقوا، نحن إن شاء الله تعالى نطور وندقق العلوم في السيرة النبوية ، نبرز بعض الأمور التي تكلم فيها السلف ونبرزها لأنها مصدر تأثير في حياة غير المسلمين وفي حياة المسلمين. > وفي نظركم ما دور الشباب في هذه النقطة؟ >> الشباب رأس الحَربة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، هم وقود الإسلام، وهم عوامل النهضة؛ الأمة لا تنهض إلا بقوة الشباب، فنحن نطمح كما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أمَّر أسامة بن زيد رضي الله عنه على بعث أسامة وعلى رأس الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وفيهم العشرة المبشَّرون بالجنة، ومع ذلك أمَّر أسامة بن زيد وعمره سبعة عشر سنة، فهذا يدل على احتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالشباب، فالشباب وجدوا رعاية متكاملة من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجد أن الشباب هم الذين يقودون النهضة في الأمة ويقودون نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نحيى بابتكارات الشباب، ونحن نتفاعل معهم، إلا أنا نضبطهم بوسائل الحكمة، ونضبطهم بوسائل الأولويات وترتيب الأمور والتفاعل الإيجابي المنضبط في أحداث نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
> هذا المؤتمر “جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية” الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدرسات العلمية ( مبدع ) مع شركائها، ومنظمة النصرة منهم، يأتي في هذه الظروف، تزامنا مع إنتاج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، هل من علاقة؟
>> نعم، له علاقة وثيقة، أن نردّ على الإساءة بمنهج حضاري علمي أكاديمي متكامل، وهذه الطريقة السليمة في الردود على الإساءات، فالردّ على الإساءة لا يكمن في التفاعل السريع الغير المنضبط، إنما نحتاج أن نتفاعل مع الأمة تفاعلا استراتيجيا، والتفاعل الاستراتيجي لا يأتي إلا عبر دراسات، ولا يأتي إلا عبر أبحاث قد نضجت بعد تفكير عميق وتدقيق، وهكذا أجد أن هذا المؤتمر هو من أكبر مشاريع النصرة، نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
>وأخيراً هل من كلمة لجريدة المحجة.
>> جريدة المحجة كاسمها نسأل الله عز وجل أن يوفقها حتى تبذل الدعوة في سبيل الله وتقيم الحُجة على غير المسلمين وتقيم الحُجة على الجانحين من المسلمين، فالمحجة وهي الطريق القويم لنشر الخير، والطريق القويم أيضاً للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
أجرى الحوار عبد الحميد الرازي