1- مجهود التدوين:
برزت في القرن الأول، جماعة من المهتمين بالسيرة النبوية – بعد الصحابة أو في آخر عصرهم – من أولئك، عروةُ بن الزبير، ت 92 وسعيد بن المسيب، ت 94 وعبد الله بن كعب بن مالك، ت 97 وأبان بن عثمان، المتوفى ما بين – 96- و- 105- ومن بين من برز في القرن الثاني القاسم بن محمد، ت 107 ووهب بن منبه، ت 114 وشرحبيل بن سعد: أبو سعد المدني، ت 123 قال ابن عيينة:” لم يكن أحد أعلم بالمغازي، والبدريين منه “وهو من شيوخ ابن إسحاق، ومن رجال أبي داود، وابن ماجه. ومحمد بن إسحاق بن يسار، المدني، ت 151 وله كتاب كبير في السير، وعليه عول كثير ممن جاء بعده. ثم ظهر في القرن الثالث من الهجرة: الواقدي: محمد بن عمر، ت 207-وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ت 211 وسعيد بن المغيرة المصيصي، ت 220 وأحمد بن محمد الوراق ت 228 ومحمد بن سعد بن منيع، ت 230
2- مجهود النقد والتمحيص، للأخبار عامة، ومنها روايات السيرة.
إذا كان أصحاب المرحلة الأولى، قد اعتنوا بالتدوين – بالدرجة الأولى – فلا يعني ذلك أنهم لم يمارسوا شيئا من النقدلمروياتهم، ذلك أن بعضهم قد مارس النقد، لكن في حدود ضيقة، ولهذا؛ فهذا الصنف، يعتبر مدونا وناقدا في آن واحد، ويصلح أن يذكر في المرحلتين معا. وقد بدأت هذه المرحلة تقريبا مع شيوخ البخاري وطبقتهم، كشعبة بن الحجاج – ت – 160 – وحماد بن سلمة ت 167 وحماد بن زيد ت170 وعبد الله بن المبارك ت 181 ويحيى بن سعيد القطان ت 198 ويزيد بن هارون ت 206 وأحمد بن حنبل ت 241 وغيرهم من كبار الحفاظ، ونقاد الآثار، الذين يطول البحث بسردهم. ثم بعد هؤلاء، طبقة البخاري، كإبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن علية، وأبي داود، ونحوهما.
ثم بعدهم طبقة تلامذة البخاري، كمسلم بن الحجاج ت 261 وأبي عيسى الترمذي: محمد بن سورة ت 279 – وأبي زرعة الرازي: عبد الله بن عبد الكريم ت 264 وأبي حاتم الرازي: محمد بن إدريس ت 277 – وابن أبي عاصم ت 287 ومحمد بن نصر المروزي ت294 وابن ماجه: محمد بن يزيد ت 273 ثم طبقة تليهم، كأبي عبد الرحمان النسائي: أحمد بن شعيب ت 303 وابن خزيمة: محمد بن إسحاق ت 311 – والدارقطني: علي بن عمر ت 306- وأبي يعلى: أحمد بن علي ت307 وأبي حاتم محمد بن حبان البستي ت 354 – والبيهقي ت458 – وابن عبد البر ت 463 وغيرُهم كثير.
قال ابن رجب: “فالجهابذة النقاد، والعارفون بعلل الحديث، أفراد قليلة من أهل الحديث جدا، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث، ابن سيرين، ثم خلفه أيوب السختياني، وأخذ عنه شعبة، وأخذ عن شعبة، يحيى القطان، وابن مهدي، وأخذ عنهما أحمد، وعلي بن المديني، وابن معين، وأخذ عنهم البخاري، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وكان أبوزرعة في زمانه يقول: قل من يفهم هذا، وما أعزه، إذا رفعت هذا عن واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا ”
د. الحسين أيت سعيد كلية الآداب – مراكش.